الاثنين، 15 فبراير 2010

وشهدت الفايروسات أن لاإله ولاالله

::
فايورس فصيلة ERV


أهدي هذا البوست لذكرى ميلاد تشارلز داروين في يومه الثالث آملاً بطرحي المتواضع هذا أن أقدم للقارئ الكريم أحد أشد الدلائل صلابة (وهناك أطنان غيرها) على صحة نظرية التطور بواسطة الإنتخاب الطبيعي التي قدمها هذا الإنسان للبشرية وأثرى علومهم بها.

الفايروسات وماأدراك مالفايروسات ، هذه الكائنات المجهرية التي تعبث في الحياة فساداً وتدميراً ، ليس لشرِ نابعِ منها ، بل خضوعاً وامتثالاً لأوامر الله وتسبيحاً وتكبيراً لعظمته كما نص عليه في كتابه : "وإن من شيئٍ إلاّ يُسبح بحمده"

ولكن للأمانة العلمية ، وجب التنويه أن نسبة أصناف الفايروسات الضارة هي في الحقيقة ضئيلة جداً مقارنة مع تعدد الأصناف الأخرى الغير ضارة وكثرة أعدادها. فلتوضيح الصورة ، أن كل نشقة نفس ولقمة أكل وجرعة ماء تُدخل معها في أجسامنا ، وأجسام الكائنات الأخرى ، مليارات الفايروسات بدون إحداث أي ضرر.

مايهمنا في هذا الطرح على أي حال ليست الأضرار ، أو المنافع ، التي تحدثها الفايروسات ولكن مايعنينا هو مضمون الآية المذكورة أعلاه والذي نفهم منه أن تسبيحهم ، أي الفايروسات ، يعتبر بمثابة تأكيد بديهي لهم على وجود الله وتسليم لإرادته. وإلاّ لما سبحوا له ، أليس كذلك ؟

والآن ، مارأيكم بفصيلة من الفايروسات شهدت ، أو بمعنى أخر زودتنا ، بدليل دامغ علي وجود سلف مشـترك بيننا نحن البشـر وبين الشـيمبانزي القرد (Ape) وبهذا أثبتت بشكل قاطع كما سوف ترون صحة نظرية داروين للتطور التي تناقض بشكل صارخ كلام الإله الذي يفترض أن تسبح له نفس هذه الفايروسات؟

بماذا نصف هذه الفايروسات المسبحة ؟
بأنها منافقة ؟
عاصية ؟
مرتدة ؟
إليكم أدلتها هذه لتحكموا عليها بأنفسكم :

(هذا الموضوع لايتطلب لفهمه سوى أن القارئ يعرف بشكل عام وبدون تعمق ماهي الأحماض النووية DNA ووظيفتها ويعرف الفرق بينها وبين الأحماض النووية المفردة RNA ويعرف ماهو الكروموسوم. وأنا بدوري حاولت إضافة أكبر عدد من الصور التوضيحية لتسهيل الفهم ، ولتفادي الخلط سوف أستخدم الكلمات الإنجليزية عند الإشارة إلى هذه الأحماض).


صورة (1)
مقارنة بين كروموسومات الإنسان H والشيمبانزي C


حين نصُفّ (أي نضع في صفوف) الـ DNA للإنسان بجانب الـ DNA للشيمبانزي كما هو موضح في الصورة رقم (1) أعلاه ، يلاحظ فوراً التشابه الكبير بين الإثنين. فالكروموسومات تكاد تتطابق والجينات التي تكونها تصطف بنفس الترتيب ، أنظروا إلى الصورة رقم (2) أدناه. وهذا يعكس إكتشاف أن التطابق ، وليس مجرد التشابه ، بين DNA الإنسان والشيمبانزي يصل إلى 98.5% ، وهذه النسبة ، لوتعرفون ، تعني أن الشيمبانزي أقرب جينياً للأنسان من القرابة الجينية بين فصيلة الفئران الصغيرة والجرذان الكبيرة. هذه الأدلة لوحدها كافية ، بنظر علماء الأحياء ، لإثبات وجود سلف مشترك للإنسان والشيمبانزي حتى بدون اللجوء إلى أدلة الفايروسات التي نحن بصدد التطرق إليها.
::
::
صورة (2)
مقارنة لترتيب الجينات بين كروموسوم الإنسان والشيمبانزي تُظهر مدى التشابه بينهما

::
أنظروا إلى كروموسومات رقم 10 في الصورة رقم (1) ، وبالتحديد إلى الخط العريض الأصفر الخامس من الأعلى في الكروموسوم الأيسر تحت حرف الـ H ( إختصار لـ Human ). هذا ياقرائي الكرام بقايا من DNA فايروس ينتمي إلى فصيلة تعرف بـ ERV وهي إختصار لـ Endogenous RetroVirus وهذه فايروسات تختلف في تركيبة جيناتها عن باقي الكائنات الحية بأنها مفردة التركيب RNA وليست ثنائية كما هو الحال في الـ DNA ، أنظروا إلى صورة رقم (3) لتوضيح الفرق. لاتقلقوا فهذه المعلومات ليست بذات أهمية لفهم الموضوع ، ولكن لمعلوماتـكم العامـة أود أن أضيف بأن الفـايروس الذي يسـبب مرض نقص المناعة - الأيدز (AIDS) - في الواقع ينتمي إلى نفـس هذه الفصـيلة.


صورة (3)
الفرق بين RNA و DNA


فعندما يصيب هذه الفايروس الخلية ، يحول تركيبة أحماضه النووية من RNA (تركيبة الفايروسات) إلى DNA (تركيبة الخلية) وبهذه العملية يستطيع أن يدمج أحماضه مع الأحماض النووية للخلية المصابة لتصبح جزءً من كروموسوماتها ، تبقى فيه إلى أن يموت الكائن المصاب. أريد هنا أن أركز على نقطة محورية وهي أن دمج أحماض الفايروسات مع أحماض الخلية لايقتصر على موقع معين من الكروموسوم إنما يقع عـــشـــوائــياً في أي موقع منه. فإذا أصابت هذه الفايروسات الخلايا التناسلية التي تنتج المني للذكر أو البويضة للأنثى ، وحيث أنها تظل مندمجة في الكروموسومات ، فأنها تتنتقل بواسطة التناسل وتتوارث عبر الأجيال وهي لاتزال في نفس موقع الإصابة في الكروموسوم كما أشرت إليه في الصورة رقم (1). أأمل أن يكون الموضوع إلى هنا واضحاً ، إذا لم يتضح أرجو إعادة قرائته للأهمية حتى يستوعب القارئ أهمية الجزء القادم.

والآن ، أريدكم أن تعيدوا النظر مرة أخرى إلى موقع الفايروس المشار إليه في الكروموسوم العاشر تحت H في الصورة رقم (1) وتقارنوه بالكروموسوم المحاذي له تحت C ( إختصار لكلمة Chimpanzee ) سوف تجدون أن الموقعين متطابقين. التحليل الجيني لهذين الكروموسومين - الإنسان والشيمبانزي - أثبت أن هذان الموقعان هما بقايا لنفس الفايروس ، بمعنى أن الفايروس قد دمج أحماضه النووية في نفس الموقع للخليتين مع إختلافهما (إحداهما بشرية والأخرى قردية) مع أن الدمج لايستهدف موقع معين إنما يتم بطريقة عشوائية.

قد يرمي أحدكم ذراعه في الهواء محتجاً بأن هذا التطابق في فصيلة الفايروس وموقع الإصابة يمكن أن يصدر بمحض الصدفة. أي أن هذه الفايروسات أصابت أسلاف الشيمبانزي وأندمجت بالصدفة في نفس الموقع الذي أصاب أسلاف الإنسان. مالمانع في حصول ذلك ؟ وأقول له : لامانع ، ولكن لنرى الإحتمال الإحصائي لحدوث ذلك إذا عرفنا أن كروموسوم رقم 10 يتكون من 135 مليون حمض نووي (base pairs) .

إحتمال حدوث هذا التطابق بالصدفة يعادل: 1 إلى 3000000000 أي إحتمال مستبعد. ولكن حتى لو لم يجد بعضكم هذا مقنع فلابأس ، لأن قوة الدليل لاتقف عند هذا الحد ، ففي جزء من كروموسوم رقم ( 1) توجد أيضاً بقايا من فايروس آخر يتطابق في موقعه مع فايروس في نفس كروموسوم الشيمبانزي ، أي يوجد عندنا الآن بقايا فايروسان من نفس الفصيلة أصابا كروموسومات سلف الشيمبانزي وسلف الإنسان وصادف أن يندمجا بعشوائية تامة في نفس المواقع. ماهو إحتمال حدوث ذلك بالصدفة ؟ :

1 إلى 4500000000000000000 وهو أبعد من إحتمال إلتقاطك لذرة رمل من الصحراء ، على سبيل المثال ، ثم رميها في أي صحراء أخرى على الكرة الأرضية والطلب من صديقك البحث عنها وهو لايعرف أين هي فيذهب ويلتقطها هي هي بمحض الصدفة. إتضحت الفكرة ؟ هل يوجد أحد لايزال غير مقتنع ؟ لاأعتقد ولكن مع هذا سوف أحتاط وأضيف حالة أخرى ، تفضلوا :

في كروموسوم رقم 19 ، توجد بقايا لفايروس من نفس الفصيلة وفي نفس الموقع لكلا الكروموسمين ، البشري والشيمبانزي. فما هو إحتمال وجود فايروس ثالث مطابق بالصدفة ؟ :

الإحتمال يعادل 1 إلى 4500000000000000000000000000 ، ولابد أن الرسالة قد وصلت الآن ولكن دعونا نتسلى قليلاً ونظيف حالة رابعة :

هناك بقايا لفايروس آخر في كروموسوم رقم 6 أيضاً يتطابق في الموقع والفصيلة في كلا الكروموسومين. أين وصل إحتمال تواجد أربعة فايروسات في نفس المواقع ؟ :

1 إلى 3375000000000000000000000000000000000
هل أتوقف الآن ؟ همممممم .. ليس بعد ، لأن من لم يصب بالذهول منكم إلى الآن فاسمحوا لي أن أضيف حالة أخيرة عساها أن تتكفل بذلك :

في كروموسوم الـ x هناك بقايا فايروس ... نعم نفس الموقع والفصيلة في كلا الكروموسمومين ، والإحتمال وجود خمسة فايروسات متطابقة بالصدفة وصل الآن إلى :
1 إلى 2025000000000000000000000000000000000000000000 هذا الإحتمال يعادل إلتقاط جزيئ ذري (Molecule) - ولاتنسوا أن حبة الرمل تحتوي على ملايين الجزيئات الذرية - من بحر ثم رميه في أحد المحيطات ليلتقطه صديقك بعشوائية تامة.

إذا كان إحتمال تواجد بقايا هذه الفايروسات الأربعة عن طريق الصدفة يصل في ضئالته إلى هذا الحد ، فما هو إحتمال وجود 16 فايروس - وهو العدد المكتشف - في نفس المواقع بين الكروموسومين ؟ :
1
إلى
2057400000000000000000000000000000000
0000000000000000000000000000000000000
0000000000000000000000000000000000000
0000000000000000000000000000

عدد ضخم يعكس إحتمال مستحيل الحدوث ، أليس كذلك ؟ وأنهي هذه الرحلة الإحصائية بهذه المفاجئة :

الرقم أعلاه والذي يعكس ضئالة إحتمال تواجد 16 فايروس في نفس المواقع في الكروموسومين هو ..
::
لفئة الـ K من هذه الفايروسات فقط

إذ تحتوي الكروموسومات على مايقارب 98000 من مختلف فئات فصيلة فايروسات الـ ERV تتطابق أكثرها بين كروموسومات الإنسان والشيمبانزي وإحتمال حدوث هذا التطابق عن طريق الصدفة من الواضح أنه غير وارد. إذاً فما تفسير هذا التطابق ؟
::

صورة (4)
الموقع الإحتمالي لإصابة السلف المشترك بفايروسات الـ ERV في شجرة التطور

بسيط ، هناك إحتمالان فقط لهذه الظاهرة وهما: إما أن هذه التطابق حصل بواسطة الصدفة وهو مستحيل كما هو واضح أو ، حيث أن بقايا هذه الفايروسات تنتقل بواسطة التوارث من جيل إلى آخر ، فلابد أنها قد أصابت سلف إنبثقت منه فصيلة الإنسان وفصيلة الشيمبانزي وتوارث كلاهما نفس الإصابات حتى وصلت إلى أجيال اليوم مما يفسر التطابق المذهل في مواقع وفصائل بقايا هذه الفايروسات في كلا الكروموسومين. أنظر إلى الصورة رقم 4 .

ماهو الإحتمال الإحصائي لحدوث هذا التطابق في هذه الحالة :
1 : 1
:
::
خالص الشكر للمصدر: cdk007

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

مقال شيق وجميل
لكنه لن يقنع المؤمن
اتعرف لماذا؟
المؤمن لا يصدق الحقائق العلمية
لا بد ان يكون هناك شيئ وراء العالم 
سبب اخر لا يفسره العلم (لا اعرف لماذا)

تحياتي لك

basees@bloggspot.com يقول...

أهلاً بك Moral Rationalist ،،

رفض المؤمن لأي حقائق ، علمية أو غيرها ، تناقض عقيدته سوف يعتمد على درحة تشبث المؤمن بها والذي يعكس في الغالب عمق التلقين الذي تلقاه ومدى تأثير المحيط الذي يعيش فيه ومستوى ثقافته وعوامل كثيرة أخرى ، ولكن قوة الحجة التي تمثلها الدلائل العلمية تمثل برأيي أفضل وسيلة لإقناعه بسبب منهجيتها المادية المجردة التي يصعب صرفها أو تفنيدها.


ولكن في النهاية ، أفضل وسيلة لإقناع المؤمن هو الإنطلاق من القاعدة التي تناسب توجهاته هوه: علمية ، فقهية ، فلسفية أو أياً كانت. وماأحاول تقديمه في هذه المدونة هو تشكيلة من هذه التوجهات كما تعكسها المواضيع السابقة الموجودة.

وتقبل تحياتي

غير معرف يقول...

تحياتي

الرد بسيط لا بل ان الموضوع برمته دليل على صدق القران.

لان القرد كان انسان قبل ان يمسخه الله . جاء العلم ليثبت هذه الحقيقة المعروفة لاي طفل مسلم, اي ان القرد الحالي التقط هذه الفيروسات عندما كان انسان.
يقال والعهدة على الراوي ان امراةابنها تغوط فمسحت قفاه برغيف خبز
فغضب الله وسخط القبيلة كلها الى قردة.

هههههههههههه

انا لا ديني ولكن اسألك , ما قولك في هذه الحجة؟
مرات عديدة اجدني اقول يا صديقي كما قال سعد زغلول: غطيني يا صفية ما فيش فايدة.

basees@bloggspot.com يقول...

مرحبا غير معرف ،،

أعترف أن حجة رغيف الخبر غابت عني لأنني أتذكر الآن بأني قد سمعتها أنا أيضاً من جدتي عندما كنت طفلاً. كانت تشجعنا (بمعنى تبخششنا) للصلاة بقولها: "يالاّ قوموا صلّوا علشان أحازيكم بعد ماتخلصون" وتسرد علينا مثل هذه القصص (الحجج).

أما رأيي فيها فهو نصيحة وهي: إذا سمعت هذه الحجة من شخص بالغ يبدو أنه مقتنع بها فلا تدخل معه في نقاش ديني إذا كنت تعاني من إرتفاع في ضغط الدم.

مع تحياتي