الخميس، 27 مايو 2010

كريغ فنتر يحي الموتى

::

تخيلوا معي هذا السيناريو:

تركب السيارة وتذهب إلى فرع من شركة متخصصة لاتبعد كثيراً عن منزلك. تصل إلى الشركة وتعلن حضورك للسكرتيرة الأنيقة الجالسة خلف الطاولة، فتعطيك إستمارة لتعبئتها ببعض البيانات عن نفسك وتوقيعها وإرجاعها إليها مع كرت الفيزا للدفع. وتطلب منك بعد ذلك الجلوس لإنتظار دورك.

بعد بضعة دقائق، تأتيك السكرتيرة وتأخذك إلى غرفة فيها موظف تُعرفك عليه ويطلب بدوره منك الجلوس ليأخذ منك عينة من أحماضك النووية DNA، فيُدخل عود على طرفه قطنة إلى فمك ويمسح جدار خدك من الداخل ثم يضع العينة في قنينة ويسجل عليها بياناتك. ثم ياتي بعد ذلك بخوذة للرأس موصلة بأسلاك إلى كمبيوتر ويُلبسك إياها ويطلب منك الإرتخاء على الكرسي لفترة من الوقت. وبعد نصف ساعة، يرفع الخوذة من على رأسك معلناً إنتهاء الجلسة. فتشكره وتخرج بعدها من المكتب وتركب سيارتك وتكمل باقي أشغالك.

سوف يأتي يوماً في المستقبل، وربما يكون أقرب جداً مما كنا نتصور، لن تُكلّف فيه بالقيام بأكثر من هذه الخطوات الروتينية العادية العابرة، مع الدفع بالطبع، لتحصل على حياة الخلد، الأرضي وليس السماوي .. يجب أن أذكر. فعندما يحين ذلك اليوم، سوف يمنحك إياها موظف أرضي يعمل في إدارة، وليس كينونة سماوية تتفلسف عليك، تغريك مرة وتهددك عشرين مرة، بل إنسان عادي مثله مثلك يعاملك بكل تقدير واحترام، وقد تكون أنت أرفع منه منزلة: إجتماعياً ومالياً وثقافياً ...  

وهو لن يتدلع عليك ويطلب منك أنك تغدقه بالمديح ليل نهار
ولن يطلب منك أن "تطمبز" (ترفع مؤخرتك) له خمس مرات كل يوم
أو أن تجوّع نفسك بالنهار وتتخم نفسك بالليل علشان يضحك على سذاجتك
أو أنك تقتطع من عرق جبينك وتعطيها حفنة من المجانين ليبنوا فيها قاعات تطمبز جماعي

هذه الرغبة الغريزية والركيزة الرئيسية المزروعة في جميع الكائنات الحية للتشبث بالحياة والبقاء فيها إلى الأبد، قد أخرجها الإنسان من دنيا الخيال وجسّدها الآن في عالم الواقع. وقد بدأ تحقيقها قبل أربع سنوات بأهم خطوة أنجزها العلم على درب الخلود عندما نجح في استنساخ النعجة دولي، ليأتي اليوم كريغ فنتر ويضيف أميالاً إلى تلك الخطوة بتحقيق ماكان حكراً على الآلهة فقط .. وهو الخلق من الجماد.

كنت قد كتبت سابقاً موضوع عن مشاريع كريغ فنتر وغيره لتصنيع، أو خلق، كائنات حية في المختبر، تحمل مواصفات معينة لتقوم بواجبات يحددها له خالقها كإنتاج الوقود أو اللقاحات الطبية مثلاً أو لتنضيف البيئة من التلوث أو أي عمل آخر يقتضي تصميم بنيتها الجينية أدائه. والآن قد أعلن فريق كريغ فنتر أنهم نجحوا في إختراق أحد أصعب المراحل في هذا السعي بتكوين أول خلية حية تعمل بواسطة الأحماض النووية الصناعية.

لن أتطرق إلى التفاصيل المخبرية في هذا البوست لأني أعتقد أنني قد شرحتها بشكل مقتضب ولكن وافي في بوست سابق تجدونه هـنـا ، ولكني سوف أصب إهتمامي على مايتجه إليه المستقبل المذهل حقاً في هذا المجال وتأثيره البالغ على حياة الإنسان.

إنجاز كريغ فنتر يعني أننا سوف نتمكن كبشر، بالإضافة إلى القدرة على الخلق، أن نُحيي الموتى أيضاً، وكل ماسوف نحتاجه لتحقيق هذه الخاصية الربانية هو الحصول على الأحماض النووية للكائن الذي نريد إحيائه، وهذا يشمل الإنسان. إذ أن قدرتنا على فك الشفرة النووية والتي تُمثل جميع مواصفات المخلوق في بنيته، فتحت مجالات كثيرة هامة أحدها هو إمكانية إعادة بناء سلسلة الأحماض النووية (الجينوم) في المختبر لأي كائن باستخدام مواد صناعية، فلن تعد هناك حاجة إلى استخدام الخلايا الأصلية الحية كما هو الحال في عملية الإستنساخ. فمتى ماتم تركيب هذه الأحماض بالشكل الصحيح، فعملية إحياء أي كائن سوف تكون روتينية وتأخذ نفس الخطوات التي أدت إلى إنتاج النعجة دولي.

والعائق الوحيد حالياً هو حدود التكنولوجيا في القدرة على إعادة تركيب الجينات للكائنات المعقدة مثل الثدييات. ولكن هذه المشكلة هي مشكلة تكنولوجية يتكفل في حلها الوقت. وهناك لائحة طويلة بالكائنات التي نعتزم على إحيائها: منها فيل الماموث وطائر الدودو والذئب التزماني وغيرها من الحيوانات المنقرضة حتى الداينوصور إذا استطعنا الحصول على جيناته. والأمل الأكبر الذي نرجو أن يتحقق هو إحياء أحد الفروع البشرية المنقرضة والمرشح الأول هو النياندرتال. ولكن للأسف أننا لانملك إلاّ 60% من شفرته الجينية وهذا لن يكفي في إحيائه بشكله الأصلي إلاّ إذا حصلنا على عينة أخرى متكاملة له، أو أننا بطريقة ما إستطعنا أن نستنتج تكوينة القسم المفقود من جيناته فنقوم "بترقيعها".

وماذا عن باقي البشر؟

بعد النجاح الساحق الذي حققه العلم في فك الشفرة الجينية البشرية، أصبح الآن من الممكن لأي شخص أن يرسل عينة من أحماضه النووية ليحصل على نسخة ديجيتل من جينومه ترسل له بالبريد أو بالإيميل ليتصرف بها كما يشاء. ومتى ما وصلت العلوم التكنولجية إلى مستوى يمكنها من إعادة تركيب الجينوم الكامل للإنسان فكل مايتطلب لإعادة بنائه هو هذه الخطوات:

تستخدم نسخة ديجيتيل من جينومه لتبرمج بها أجهزة مختصة قادرة على إعادة تركيب سلسلة الأحماض النووية للشخص المعني بالشكل المطلوب، يحقن بعدها هذا الجينوم الصناعي في أي بويضة بشرية، وتزرع في بطن أي أمرأة متطوعة ليتكون منها جنين بطريقة الحمل الطبيعي ويولد منها نفس الإنسان من جديد. وكما سبق أن قلت، لايهم لو كان قد مات منذ مدة طويلة وتحلل جسمه واندثر، فطالما كان جينومه موجود، وحتى لو كان مطبوع على ورق، فموته واندثاره لن يعتبر مشكلة إذ يمكن إحيائه بنفس المنهج.

لن يكون هذا الإنسان الجديد هو نفس الشخص المنسوخ وإن كان متطابقاً في التكوين الجسدي، بل سيكون أقرب منه إلى التوأم، لأن الفرد ليس مجرد لحم وعظم ودم ولكنه وعي منفصل ومستقل وفريد، يتميز عن غيره بشخصيته المختلفة وأفكاره وذكرياته وتجاربه ومهاراته واستعداداته وكل مايحتويه عقله من وعي. فكيف يُستنسخ الشخص أو يحيا بعد مماته ويكون نفس الأصل إذا لم يتواجد فيه وعيه الأصلي ليكون نفس الإنفسان جسماً وعقلاً؟

سؤال مشروع وفي الصميم، ولكن يرى بعض العلماء أن له حل من الممكن تحقيقه خلال الأربعين سنة القادمة.

يقول أيان بيرسون في مقابلة شاهدتها له على أحدى القنوات التلفزيونية، وكررها في مقابلة صحفية مع جريدة الغارديان البريطانية أنه على ثقة بقدوم اليوم الذي سوف تصل فيه التكنولجيا إلى مستوى بحيث يكون الكمبيوتر على طاقة من الأداء تمكنه من اقتناء وعي كالوعي البشري نتمكن من خلاله في توصيل الدماغ به ونسخ مايحتويه عقل الإنسان من جميع مكونات الوعي التي تميز شخص عن آخر ووضعها على قرص سي دي.

الحقيقة أنني لاأعرف مدى إمكانية تحقيق هذا الهدف خلال الأربعين سنة القادمة، ولكنني لاأستبعد إطلاقاً في أنه سوف يأتي يوماً ما. فإذا كان من الممكن أن يخزن الوعي بمكوناته على جهاز كمبيوتر، فمن الممكن أيضاً نقل هذا الوعي إلى الإنسان الجديد حين يولد لترجع إليه شخصيته، فيرجع الإنسان إلى الحياة جسداً ووعياً، ويتحقق السيناريو الذي بدأت فيه هذا الموضوع.

يوماً ما، لن يكون هناك خوفاً من المرض أو الحادثة أو الشيخوخة أو الموت. لأن التقدم العلمي سوف يكفل للبشرية حياة أزلية متجددة من الممكن أن تستمر باستمرار الكون. فحين يأتي ذلك اليوم، ونحن نكاد نراه الآن قادماً يهرع، نكون قد ارتقينا إلى مستوى الإله وسلبنا منه أعز وظائفه.

* * * * * * * * * *
من هو كريغ فنتر؟ هل كريغ فنتر عالم؟ ماهو تخصص كريغ فنتر؟ ماهي شهادات كريغ فنتر؟ ماهي مؤهلاى كريغ فنتر؟ ماهي جنسية كريغ فنتر؟ أين يعمل كريغ فنتر؟ مااسم شركة كريغ فنتر؟ هل كريغ فنتر استاذ جامعي؟ هل خلق كريغ فنتر كائن حي؟ هل أحيا كريغ فنتر ميت؟ هل يستطيع كريغ فنتر إحياء الموتى؟ ماذا حقق كريغ فنتر؟ ماذا أنتج كريغ فنتر؟ هل يستطيع كريغ فنتر خلق كائنات حية؟ هل يستطيع كريغ فنتر خلق كائن حي؟ هل يستطيع كريغ فنتر خلق إنسان؟ متى سيتمكن كريغ فنتر من خلق كائنات حية؟ هل ماهو خطة كريج فنتر؟ ماهي الصعوبات التي يواجهها كريج فنتر في ابحاثه؟ ماهي المشاكل التي تواجه كريج فنتر في أبحاثه؟ ماهي الخطوات التي يتبعها كريج فنتر في إحياء الخلايا؟ هل يستخدم كريج فنتر خلايا البكتيريا في أبحاثه؟ ماهو نوع الخلايا التي يستخدمها كريج فنتر في أبحاثه؟ ماهو مدى نجاح أبحاث كريج فنتر؟ هل فشل كريج فنتر في أبحاثه؟ هل فشل كريج فنتر في إحياء الخلية؟ هل نجح كريج فنتر في احياء الخلية؟ ماهو نوع الخلية التي نجح كريج فنتر في إحيائها؟ ماهو مستقبل أبحاث كريج فنتر؟

الاثنين، 24 مايو 2010

هكذا الصداقة

::
داميين أسبينال يدير ملجأ للحيوانات في أنجلترا يقوم فيه برعاية قرود (الأيبس بمصطلح أدق) الغوريلا التي تأتيه عادة من حدائق الحيوان وتهيأتهم لإرجاعهم إلى مواطنهم الأصلية في الغابات الأفريقية.

وأحد أفراد الغوريلا التي أرجعها إلى الغابة، كان قد تولى رعايته وتربيته بنفسه منذ صغره في الملجأ لمدة خمسة سنوات، تطورت خلالها بينهما صداقة وطيدة. فعزم داميين مؤخراً على زيارته في موطنه في الغابة بعد مرور خمسة سنوات من تركه له هناك ليرى بنفسه كيف تكيّف مع موطنه الطبيعي. وهذا فيديو كليب للقاء الذي جرى بين داميين وصديقه الغوريلا واسمه كويبي عندما ذهب لزيارته.

وقد حذرت إحدى المراقبات داميين قبلها من سلوك كويبي المتقلب، وقالت أنه قد هاجم زائرَين من الذين أتوا لمشاهدته، وبيّنت له أنه قد يكون وديعاً في لحظة وفجأة ينقلب شرساً في لحظة أخرى. ولأن كويبي لم يرى داميين منذ خمسة سنوات، كان الخوف سائداً عند المراقبين من أن يكون قد نساه فيهاجمه ظناً منه أنه غريب:



 
* * * * * * * * * *
ماهو أوفى الحيوانات للإنسان؟ ماهو أخلص الحيوانات صداقة للإنسان؟ هل صداقة الحيوان أفضل من صداقة الإنسان؟ أين الحيوانات أفضل صديق للإنسان؟ هل يمكن أن يكون الشيمبانزي صديق الإنسان؟ هل توجد صداقة بين الشيمبانزي والإنسان؟ هل توجد صداقة بين الغوريلا والإنسان؟ ماهو عمق الصداقة بين الإنسان والحيوان؟ ماهو عمق الصداقة بين الشيمبانزي والإنسان؟ ماهو عمق الصداقة بين الغوريلا والإنسان؟ هل شاهدت فيديو كليب الصداقة بين الإنسان والغوريلا؟ مارأيك بصداقة الإنسان مع الشيمبانزي؟ مارأيك بصداقة الإنسان مع الغوريلا؟ هل توجد صداقة بين الغوريلا والشيمبانزي؟ هل صداقة الإنسان مع الكلب أقوى من صداقته مع الشيمبانزي؟ هل توجد صداقة بين الحيوانات؟ ماهي الحيوانات الصديقة؟ مامدى قوة الصداقة بين الإنسان والحيوان؟ مامدى قوة الصداقة بين الإنسان والغوريلا؟

الاثنين، 17 مايو 2010

خواطر من الحفرة

::
لنحتفل على درب الحياة قبل الوصول
 (أنقر على الصورة لتكبيرها)

الموت ليس من المواضيع التي يستسيغ الإنسان تناولها، قراءةً أو كتابة أو محادثة، وقطعاً ليس من الأفعال التي يستسيغ أحد أن يجلبها سواءً على نفسه أو على غيره، هذا إذا لم يكن معتل النفس أو موبوء بالأيمان. وأعترف أنه لولم أكتب الموضوع السابق عن بانزي الشيمبانزي والذي جر تفكيري إلى شُعَب كنت أفضل عدم الدخول فيها لما كانت هناك رغبة لي في التطرق إليه.

ولكن حيث أن كل منا سوف ينزلق يوماً ما في هذه الهوة التي ليس لها قعر، فاسمحوا لي أن أنفس عن بعض مايجول في بالي من خواطر بنشر هذه الترجمة القصيرة لأحد الأعمال الشهيرة للكاتب المسرحي البريطاني توم ستوبارد وهو عبارة عن مونولوغ (حوار فردي) بين صديقين: روزينكرانتز وغيلدينستيرن، يخاطب فيه الأول صديقه عن فكرة الموت. 

هذا النوع من الأدبيات له طابع قد لايتناسب مع تفكير جميع القراء، إذ قد يبدو الحوار للوهلة الأولى أنه سطحي وعادي، ولكنه في الواقع سيريالي مقنّع بلمحات ساخرة وعبط متعمد، ويحمل (على الأقل في بعض أجزائه) معاني أغزر بكثير مما يبدو عليه، وللأسف أن الترجمة تُفقده بعض المضامين التي لاتظهر إلاّ في اللغة الأصلية. على أي حال، إذا لم يظهر المغزى، أعيدوا قرائته ببطء وتفكّر:

هل تخيلت نفسك قط بأنك ميّت، مستلقي في قبرك ومن فوقك التراب؟
أنا في الحقيقة لم يخطر ببالي هذا التفكير أبداً
إذ من السخافة أن يكتأب أحد بسبب هذه الأفكار
أقصد عندما يتخيل الإنسان أنه داخل القبر، فأنه يرى نفسه كأنه حي
وينسى أن يأخذ بعين الإعتبار أنه في الواقع ميت، فهناك اختلاف كبير .. أليس كذلك؟
ماأعنيه هو أنك لن تعرف بأنك في القبر
إذ يبدو وكأنك نائم في حفرة
وليس معنى هذا بأنني أستحسن النوم في حفرة .. بدون هواء
لأنك سوف تستيقظ وترى نفسك ميت، وأين؟
في القبر

هذه هي الفكرة التي لاأستسيغها في الواقع
وهذا هو السبب الذي يجعلني أتفادى التفكير به
لأنك سوف تكون بلا حول
كأنك حشو للقبر .. تظل فيه إلى الأبد
حتى لو أخذت بالإعتبار أنك في الواقع ميت
فالفكرة لاتزال كريهة، خصوصاً أنك فعلاً ميت

إسأل نفسك:
ماذا لو قلت لك أنني سوف أضعك في القبر الآن، هل تفضل أن تكون حياً أم ميتاً؟
من الطبيعي أن تجيبني بأنك تفضل أن تكون حياً
لأني أعتقد أن الحياة في القبر أفضل من لاحياة إطلاقاً
لأنه على الأقل سوف تكون هناك فرصة (للبقاء)
وسوف تستلقي هناك وتقول: "على الأقل أنا لست ميتاً ..
وقد يأتي أحد عابر وينبش قبري ويخرجني منه"
سوف تسمع أحد ينبش الأرض من فوقك ويصيح:
"هل من أحد في القبر؟ أنا قادم لأخرجك منه"

أتسائل متى كانت تلك اللحظة التي عرفنا فيها الموت؟
لابد أنه كانت هناك مثل تلك اللحظة؟
تلك اللحظة التي خطرت على بالك في طفولتك، أنك لن تبقى في هذه الدنيا إلى الأبد
لابد أنها كانت لحظة مرعبة، إرتسمت في مخيلتك إلى الأبد
ولكن الغرابة أنني لاأتذكرها، فلم تخطر ببالي على الإطلاق
قد تكون حتمية موتنا غريزة مزروعة بنا منذ ولادتنا
وقبل أن نعرف حتى معنى هذه الكلمة (الموت)
وقبل أن نعرف حتى الكلمات نفسها
فنحن نخرج من البطن نصرخ مغطين بالدماء
ونعلم بأنه من جميع الإتجاهات الموجودة التي تشير إليها بوصلة (الحياة)
هناك إتجاه واحد مؤكد .. والوقت هو قياسه الوحيد

* * * * * * * * * *
لماذا يموت الإنسان؟ لماذا نموت؟ أين نذهب بعد الموت؟ أين يذهب الإنسان بعد الموت؟ هل هناك حياة بعد الموت؟ ماهي دلائل وجود حياة بعد الموت؟ ماهي براهين وجود حياة بعد الموت؟ ماذا لو لم توجد حياة بعد الموت؟ كيف يموت الإنسان؟ ماذا يحدث للإنسان خلال الموت؟ ماهي حكمة الموت؟ هل يوجد بعث بعد الموت؟ هل رجع أحد من الموت؟ هل عاد أحد من بعد أن مات؟ هل رجع أحد إلى الحياة بعد الموت؟ رأى أحد الموت؟ هل من الممكن تفادي الموت؟ كيف نتفادى الموت؟ ماهي أسباب الموت؟ مالذي يسبب الموت؟ ماذا يحدث للوعي بعد الموت؟ أين يذهب الوعي بعد الموت؟ هل يفنى الوعي بعد الموت؟ يظل الوعي بعد الموت؟ هل يسمع الإنسان بعد الموت؟ هل يرى الإنسان بعد الموت؟ هل يشعر الإنسان بعد الموت؟ هل من الممكن الهروب من الموت؟ كيف تهرب من الموت؟ هل يستطيع أحد أن يهرب من الموت؟

الجمعة، 14 مايو 2010

عند وفاة بانزي الشيمبانزي

::

عندما تُقابل على الطبيعة أحد أفراد فصائل القرود العليا - الأورانغ أوتان أو الغوريلا أو الشيمبانزي - وتتمعن في وجهه وتحدق في عينيه عن كثب، كما فعلت أنا مرة في أحد حدائق الحيوان، سوف ينتابك شعور غريب كإنما يشدك شيئاً ما نحوه، ويخطر ببالك تساؤل يصعب تفاديه: هل هذا المخلوق الذي تنظر إليه وينظر هو إليك هو مجرد حيوان، أم هو أعلى من ذلك؟

خلال زيارة لنا لتلك الحديقة، وقفت أختي المتدينة المحجبة مع زوجها قربي، تتمعن هي الأخرى في الشيمبانزي الذي كان جالساً خلف اللوح الزجاجي الذي يعزلنا عنه بمسافة لم تتعدى النصف متر، ونظرت إليه بصمت لوهلة وهو بدوره يحدق بها ثم ألتفتت إلى زوجها قائلة بنبرة يشوبها بعض التردد:

"سبحان الله، كأنه بني آدم"

ليجيبها زوجها بهمهمة، أظنها كانت إيجابية، وإيمائة من رأسه، غير قادر، كما يبدو، على فك عقدة لسانه أو رفع عينيه المُسمّرتين عن منظر ابن عمومته الجالس أمامه بكل هدوء ووقار عبر الحاجز الزجاجي، أعقبتها ملاحظة طريفة وصادقة، صادرة هذه المرة من المربية الفلبينية المرافقة لهما والواقفة خلفهما مفادها:

"سَه ماما، هاسا سوية سوية مِسِل أسّوس، بس أسّوس هيلو، هاسا سادي مو هيلو".

وترجمتها: "صحيح يا سيدتي، هذا يشبه عَزّوز نوعاً ما (عبدالعزيز، إبنهما المزعج ذو التاسعة)، إنما عَزّوز جميل وهذا القرد ليس كذلك"، مما حدى عَزّوز الواقف أمامها بين أمه وأبيه إلى الإستدارة ورفسها على رجلها إبداءً لاحتجاجه على هذا التشبيه. وقد خطر ببالي في تلك اللحظة أنه لو فهم الشيمبانزي ماكان يجري من حوار بينهما لاحتج هو بدوره على تشبيهه بهذا الكائن المزعج.

عندما تلفظت أختي بتلك الملاحظة بشكل عفوي عابر، لم تُقدّر في تلك اللحظة أبعادها العلمية وأصدائها السلبية على عقيدتها الدينية، ولو أدركت ذلك لما تفوهت بها. فالأدلة الجينية اليوم قد أنزلتنا من المنصة الآدمية التي تربعنا عليها بجهلنا لعشرات القرون وأكدت بأننا نحن البشر لسنا سوى أحد فصائل هذه القردة العليا، لانختلف عنها إلاّ بمقدار أقل من 2%. فلا عجب إذاً من الإنطلاق العفوي لذلك الإعتراف الذي نبع من باطن العقل لِيُقِر القرابة، حتى من أشد الناس تديناً ومقاومة للفكرة.

وفي واقع الحال، أن التشابه الكبير بين فصائل هذه الحيوانات، ومنها البشر، لايقتصر على الأدلة المخبرية كالتطابق في الشفرة الجينية فحسب، بل ينعكس أيضاً، تحت التأثير الجيني، على التشابه المدهش بين سلوكيات هذه الفصائل وتصرفاتها تجاه بعضها البعض ضمن الخلية الإجتماعية التي تربط أفرادها. خذ هذا البحث كمثال:

أجريت دراسة على مجموعة من الشيمبانزي في إحدى حدائق الحيوان في اسكتلندا، حيث وضعت كاميرات فيديو في قفصهم لتسجيل تصرفات أفراد المجموعة تجاه أنثى مُسِنّة منهم إسمها بانزي، إذ كانت على وشك الموت بعد معاناتها من مرض لم يستطع البيطريون علاجه. وهذا ملخص للمشاهد التي تم تسجيلها بالفيديو والتي يتبين منها مدى التشابه الكبير في تصرفات الشيمبانزي مع التصرفات البشرية نحو وفاة فرد منهم:

خلال الأيام الأخيرة قبيل وفاة بانزي، كان هناك تغيّر ملحوظ في تصرفات المجوعة لم يكن معهوداً منهم من قبل، فقد كان الهدوء يسود المجموعة أكثر من العادة وكانوا يبدون اهتماماً بها أكثر مما أبدوه لها في السابق، وحتى نظام نومهم قد تغيّر أيضاً. وعندما لفظت أنفاسها الأخيرة، أخذ بعضهم يلمس فمها ويتحسس أطرافها كما لو أنهم كانوا يريدون التأكد فيما أنها قد ماتت أم لاتزال حية. وبعد مرور بعض الوقت على موتها، حاول أحد ذكور المجموعة أن يهاجم جثتها كما لو أنه كان يحاول إيقاضها بأسلوب التخويف. وعندما حل المساء، ظلت أكبر بناتها بقرب أمها المتوفية طوال الليل، في حين أن بلوسوم، وهي أحد الإناث في المجموعة، ظلت ترعى إبنها الصغير واسمه شيبي لمدة أطول بكثير من المعتاد. وفي الصباح تجمع أفراد المجموعة حول جثة بانزي وأخذوا ينضفون شعرها من القش المتراكم عليه.

ولعدة أسابيع من بعد موت بانزي، كان الهدوء وقلة الحركة لايزال يخيّم على المجموعة وكانت شهيتهم للطعام أخف من العادة، كما لوحظ أنهم كانوا يتحاشون النوم على البقعة التي توفت عليها.

للأسف أننا لانستطيع التواصل مع هذه الحيوانات لنتأكد من أن هذه التصرفات تجاه موت أحد أفراد المجموعة يعكس شعورنا وتصرفاتنا نحن تجاه وفاة أحدنا. ولكن التشابه بين الفصيلتين في السلوك مدهش حقاً، وليس هذا بغريب إذا كنا نحن الفصيلة البشرية أقرب جينياً لفصيلة الشيمبانزي من القرابة الجينية بين الشيمبانزي والغوريلا، ونحن والشيمانزي أقرب جينياً من قرابة الفأر الصغير للجرذ الكبير (مع احترامي للكائنات البشرية الجميلة المترفعة التي قد تمتعض من هذا التشبيه، ولكن مايدريكم أن تلك الجرذان لاتنظر إلينا بازدراء كما ننظر نحن إليها، فالنظرة نسبية والجرذ بعين أمه غزال - كما يقول المثل).

وهذا تسجيل لفيديو كليب وفاة بانزي (بدون صوت) :
::


* * * * * * * * * *
هل تحزن الحيوانات عند موت أحدها؟ هل تبكي الحيوانات؟ هل تبكي الحيوانات عند موت أحدها؟ هل يوجد للحيوانات شعور؟ هل تستاء الحيوانات عند موت أحدها؟ هل تستاء الحيوانات من الموت؟ هل تقتقد الحيوانات أحدها بعدما يموت؟ ماذا يحدث للحيوانات بعد موتها؟ هل للحيوانات روح؟ هل توجد روح للحيوانات؟ ماذا يحدث لروح الحيوانات بعد الموت؟ أين تذهب أرواح الحيوانات بعد الموت؟ هل تفهم الحيوانات الموت؟ هل تخاف الحيوانات من الموت؟ هل تعزي الحيوانات بعضها بعد موت أحدها؟ ماذا تفعل الحيوانات عند موت أحدها؟ هل يدرك القرد معنى الموت؟ هل تدرك القرود معنى الموت؟ هل تدرك الفيلة الموت؟ هل تدرك الفيلة معنى الموت؟ هل تحزن الحيوانات على موت أصحابها؟ هل يحزن الحيوان على موت صاحبه؟ هل يحزن الكلب على موت صاحبه؟ هل تحزن الخيل على موت أصحابها؟ هل يحزن الحصان على موت صاحبه؟ هل بكى الحصان على موت الحسين؟

الاثنين، 10 مايو 2010

المواطن الدولي الصالح

::

قال سقراط ذات مرة : "الحياة التي لاتُدْرَس، لاتستحق العيش فيها"

ماكان يعنيه سقراط من هذه الحكمة الدراماتيكية هو هذا: إن لم تتمعن في المنهج الذي تسير عليه حياتك، فتتفرس فيها وتدرسها بعناية، وإن لم تختار القيَم التي تفضل أنت بنفسك أن تسير على منهاجها وتُحدد الأهداف التي تطمح أنت في تحقيقها، فإن حياتك لن تجري حسب ماتختاره أنت لها، بل سوف تجري حسب مايختاره غيرك لها، وسوف تكون حياتك مثل الكرة التي تُرفس وتُنقل من مكان إلى آخر، ليس أينما تريد أنت أن توجهها بل أينما يريد الغير أن يوجهها. فهي إذاً حياة ليست ملكاً لك أنت إنما ملكاً لغيرك، يسيّرها كما يشاء ...

هذه هي الحياة التي لايعتقد سقراط بأنها تستحق المعيشة.

هناك فرق شاسع بين اكتساب المعلومات وبين تحويل تلك المعلومات المكتسبة إلى معرفة مفيدة، ولايتوقف التحويل إلى هذا الحد بل من الممكن أن يرتقي إلى ماهو أسمى من ذلك حين يتسلق تفكير الإنسان على سُلّم هذه المعرفة المفيدة ليصل إلى مستوى رفيع من الفهم يُمكّنه من التعرف على الأولويات الحقيقية الهامة في الحياة والمشاركة في الحوارات الجارية بين البشر. ولكن للوصول إلى ذلك المستوى من الفهم يتحتم على الإنسان أن يتزود بثقافة واسعة وشاملة، لاسيما في المجالات العلمية، وأن يتحلى بقدرة على التفكير النقدي الواضح ودرجة عالية من الإدراك لما يحدث في العالم من حوله.

فلأجل أن تصبح مواطن دولي صالح تنتمي إلى المجتمع العالمي المفتوح، وليس مجرد إنسان محبوس ضمن أسوار بقعة جغرافية أوعقائدية مغلقة، ولأجل أن تصبح مواطن دولي مدرك واعي قادر على تقييم الأمور من منظور يتخطى الحدود القومية ليضع أمور الحياة في نصابها الصحيح، يتطلب منك القدرة على أن تكون مفكر ناقد ثاقب تتمكن من التقييم السليم لنفسك وللعالم من حولك، ويتطلب منك ذلك أن تكون على قدر من العلم والإدراك وقدر من الشجاعة على مواجهة النفس ومواجهة الغير في أي مزعم يُصادفك .... لاسيما ذلك الذي يروجه الدين. 
 
 
مبنية بتصرف على خطبة قصيرة للفيلسوف  أي سي غريلينغ

* * * * * * * * * *
من هو أي سي غريلينج؟ هل أي سي غريلينج فيلسوف؟ أين يدرس أي سي غريلينج؟ ماهي كتب أي سي غريلينج؟ من هو المواطن الصالح؟ ماهو تعريف المواطن الصالح؟ ماهو تعريف المواطنة؟ ماهي المواطنة؟ ماذا تعني المواطنة؟ من اخترع مبدأ المواطنة؟ أين بدأ مبدأ المواطنة؟ إشرح معنى مبدأ المواطنة؟ ماذا يقصد بالمواطنة؟ مالمقصود من المواطنة؟ هل يوجد تعارض بين الإسلام والمواطنة؟ ماهي أولوية المسلم دينه أو وطنه؟ ماهو الوطن؟ ماهو تعريف الوطن؟ هل الدين أولى من الوطن؟ كيف تكون مواطن صالح؟ هل يوجد مواطنة في الإسلام؟ هل الإسلام ينبذ المواطنة؟ من أين جاء مفهوم المواطنة؟ كيف يكون الإنسان مواطن صالح؟ كيف تبني المواطنة؟ كيف تشجع المواطنة؟ ماأهمية المواطنة؟ هل مبدأ المواطنة مهم؟ ماهو الأهم الدين أو الوطن؟ ماهو الأهم الدين أو المواطنة؟ هل المواطنة أهم من الدين؟ هل الدين أهم من المواطنة؟  

الخميس، 6 مايو 2010

قطع اليد بعد اليوم لن ينفع

::

في الماضي، كان هناك حلم يراود أطباء الجراحة، أن يوماً ما سوف يتمكن الطب من تبديل الأعضاء التالفة من جسم الإنسان وزراعة أعضاء سليمة مكانها. هذا الحلم أصبح الآن حقيقة تمارس بشكل روتيني في آلاف المستشفيات في جميع أنحاء العالم وإن صاحبتها قائمة طويلة من المشاكل التي لاتزال تمثل خطراً على العضو المزروع، على رأسها مشكلة رفض الجسم لهذا العضو إذا لم ينتمي إلى نفس الشخص الذي تُزرع فيه.

هذه المشاكل التي صاحبت زراعة الأعضاء، أججت نيران الطموح والأمل الذي تميّز به الإنسان عن باقي الكائنات الأخرى وحثته على دفع عربة العلم إلى أن أوصلته اليوم إلى عتبة أبواب مستقبل مشرق، إن فتحت فسوف تُخرجنا من عالم الأحلام لتدخلنا إلى عالم التطبيق.

هذه الأحلام تتمثل في إمكانية تبديل الأعضاء التالفة أو المفقودة، ليست بزراعة أعضاء خارجية أخرى تحتاج إلى عمليات جراحية معقدة وعقاقير طبية خطرة لتمنع الجسم من رفضها ولكن بواسطة حث نفس الجسم على تنمية أعضاء جديدة مكانها كما تنمو ألأغصان من نفس جذع الشجرة التي قطعت منها.

أبواب هذا المستقبل بدأت تتفتح، فقد اكتشف العلماء الجينات التي تُمكن بعض الحيوانات من تنمية أعضائها بعد أن تُبتر كما يفعل الوزق (البرص، البريعصي) بعد استئصال ذنبه. هذا الإستكشاف جاء بعد سنوات من البحوث والتجارب على فصيلة عجيبة من أنواع الدود تُسمى بلانيريان (المستورقات). والغرابة في هذا النوع من الدود أنه إذا قطع جزء منه وحتى لو كان رأسه، ينمو له رأس جديد آخر كامل مع المخ والجهاز العصبي. وهذه ميزة لاتتواجد في باقي الديدان والتي ينمو لها جسم آخر إذا كان الرأس سليم ولكن ليس العكس.

وقد تعرف العلماء على وظيفة هذه الجينات المكتشفة، وهي توجيه الخلايا النامية - وتسمى الخلايا الجذعية - في منطقة القطع أو التلف من الجسم لتنقسم بالشكل والحجم المطلوب وتتحرك في الإتجاه المطلوب وتترتب في الأماكن الصحيحة لتكوّن بديل مطابق للعضو التالف أو المفقود وتحل محله.

يقول الدكتور عزيز أبوبكر، من جامعة نوتينغهام في بريطانيا ورئيس طاقم العلماء المكتشفين لهذا الجين، "أن التقدم العلمي والمعلومات التي يتم الحصول عليها من التجارب العلمية على الحيوانات، من الممكن أن تؤدي إلى تطبيقات بشرية خلال وقت قصير وبشكل مدهش". أي أنه في المستقبل، القريب، من المحتمل أن يتمكن الأطباء من تنمية قلب أو كلية أو كبد أو عين أو حتى يد أو رجل كاملة من نفس الجسم الذي يحتاجها لتحل محل العضو المفقود أو التالف ....

مهلاً مهلاً، هل ذكر أحد تنمية يد؟
نعم يابصيص أنا قلت يد ..
ومن أنت ؟
أنا أنت ..

إذاً تعالوا بعد هذه اللخبطة لأحكي لكم هذه القصة القصيرة جداً عن ملابسات تشريع أحكام السرقة .... ولكن قبل أن أباشر بها إسمحوا لي بهذه المقدمة الموجزة أولاً:

إحدى أشد المعاناة التي تبتلي عقل المسلم الذكي الواعي المثقف هو الصراع الفكري الذي يُحدثه التوسع والتعمق في الثقافة، العلمية بالخصوص. إذ كلما ظهر استكشاف علمي يناقض المزاعم الدينية كلما احتد هذا الصراع وازدادت الصعوبة في تكييف مايكشفه العلم مع ما يزعمه النص. وهذا الإكتشاف الطبي ماهو إلاّ مثال واحد من آلاف الأمثلة التي دفعت الكثير منا إلى إعادة النظر في موروثاتنا الثقافية ... وهاهي القصة الآن:

في قديم الزمان، في الواقع قبل الزمان نفسه، في قاعة المكتب الفاره الذي يحتل جناحاً كاملاً من القصر السماوي المشيد على غيوم الطابق السابع، كانت تتواجد هناك كينونة نورانية خارقة لايُعرف شكلها بالضبط ولكن يُقال أن لديها يد ورجل ومؤخرة (لأنها تجلس، والجالس يحتاج أن تكون له مؤخرة حتى يستعملها لهذا الوضع)، وكانت لها أسماء كثيرة أشهرها الله، ولها كرسي فخم يسمى بالعرش تجلس عليه لتدير شؤون الخلق، يقول البعض أن هذا العرش يطفو على ماء والبعض الآخر يقول أنه محمول من ثمانية مخلوقات تلعن ليلاً ونهاراً اليوم الذي وكلت إليها فيه هذه المهمة المملة، وآخرون يقولون أنه مثبت على رأس ديك لايجرأ على الصياح فجراً خوفاً من أن يُنتف ريشه لإيقاضه للإله. وكان يقف بجانب الله وصيف بتلر لايُرى جسمه من كثرة أجنحته أسمه جبرائيل، يحمل صينية من الذهب الخالص عليها دلة قهوة من الفضة. كانت مهمة البتلر جبرائيل ملأ الفنجان الموضوع على الطاولة التي أمام الله كلما فرغ، لأن الله يحب شرب القهوة مع السجاير عندما يكون منهمكاً في عملٍ ما مما يساعده على التركيز، وهو في تلك الساعات كان مشغولاً مهموماً في تشريع أحكامه وإملائها على القلم المتواجد أيضاً على نفس الطاولة ليخطها بدوره على اللوح الإرشيف الذي سماه بـ "المحفوظ" (نسبة إلى الروائي المصري نجيب محفوظ الذي قرأ الله رواياته مسبقاً قبل خلقه له وأعجب بها) لإرسالها إلى البشر لتنظيم أمور حياتهم بعد أن يخلقهم.

ولكن الله قد قضى وقتاً أطول مما كان قد خصصه لتلك المهمة، فتأخر الوقت وبدأ يشعر بالنرفزة، وأراد أن ينتهي من كتابة قوانينه على عجل ليبدأ بعملية الخلق. فأخذ يُعجل في إملاء القوانين والأحكام وتحديد مصائر الناس على القلم، إلى أن أتى إلى بند عقوبات السرقة، فتوقف لبرهة ليأخذ نشقة دخان من سيغار تبغ مزارع الجنة الفاخر أعقبها برشفة من القهوة التي فاح هيلها ليعبق أجواء القاعة القصرية ويُسيل لعاب جبرائيل منها، ويستجمع أفكاره من بعدها ليقرر أن أفضل رادع للسرقة وأكثر فعالية لمنعها هو قطع يد الجاني، لأنه بهذه الطريقة، كان يتمتم مخاطباً نفسه، من الصعوبة البالغة، إن لم يكن من الإستحالة، على المذنب أن يتمكن بعدها من إلتقاط شئ آخر ليسرقه.

وينتهي الله بعد ذلك من تشريعاته وتحديد مصائر الناس، ويلتقط القلم ليوقع على اللوح المحفوظ حتى لاتختلط هذه النسخة الأصلية مع أي نسخة أخرى مزيفة من عمل الشيطان، ويأخذ رشفة سريعة أخيرة من القهوة ويخرج من القاعة مسرعاً ليبدأ خلق الإنسان.

وخلاص، إنتهت القصة، ولكن أرجو أن أكون قد أوضحت من خلالها أسباب فشل أحكام قطع اليد، من جملة أحكام أخرى لاتحصى، في ضوء هذا الإستكشاف العلمي. ففي المستقبل، الذي نأمل أن يكون قريباً جداً، سوف يكون من السهولة تنمية أي عضو للجسد حين يتلف أو يُفقد وهذا يشمل قطع اليد، فعندما تقطع يده، يذهب السارق إلى الطبيب ليأخذ حقنة لتنميتها مرة أخرى ... وليقطعوها عشرون مرة ... ويكون الوقت الذي قضاه الله والجهد الذي بذله والسجاير والقهوة التي استهلكها خلال كتابته لهذا التشريع ذهبت كلها سدى ... والسبب: الإستعجال في التشريع، ألم يقل على لسان نبيه أن العجلة من الشيطان؟ كان الأحرى به أن يُطبق هذا القول على نفسه أولاً.





المصدر:  ساينس ديلي

* * * * * * * * * *
أي الدول تطبق عقاب قطع اليد؟ هل تطبق السعودية عقاب قطع اليد؟ هل تطبق إيران عقاب قطع اليد؟ هل تطبق نايجيريا عقاب قطع اليد؟ كيف يتم قطع يد السارق؟ هل يمكن زراعة يد حقيقية؟ هل يتمكن الطب من إنماء يد مقطوعة؟ متى سيتمكن الطب من إنماء يد مقطوعة؟ أين يمكن زراعة يد مقطوعة؟ هل عقاب قطع اليد عادل؟ أي من أعضاء الجسم ممكن زراعته؟ مامدى سهولة زراعة أعضاء الجسم؟ هل من الممكن أن تنمو أعضاء جديدة في الجسم؟ لماذا لايلغى عقاب قطع اليد؟ لماذا لايوقف عقاب قطع اليد؟ كم عدد الذين طبق عليهم عقاب قطع اليد في السعودية؟ كم عدد الذين طبق عليهم عقاب قطع اليد في إيران؟ كم عدد الذين قطعت أيديهم في السعودية؟ كم عدد الذين قطعت أيديهم في إيران؟ لماذا لايمنع قانون قطع اليد الوحشي؟ لماذا لاتمنع قوانين قطع اليد الوحشية؟ هل يمكن زراعة أعضاء حيوانية في الإنسان؟ هل يمكن زراعة قلب الخنزير في الإنسان؟ لماذا يزرع قلب الخنزير في الإنسان؟  

الثلاثاء، 4 مايو 2010

إرتدين القبعات فاكتملت الحشمة

::

قرأت هذا الخبر اليوم في موقع البي بي سي فأثار لدي خواطر أحببت أن أشارككم بها، الخبر هو:

عاد المنتخب الإيراني النسوي لكرة القدم إلى المشاركة في أولمبياد الشباب بسنغافورة بعد التوصل إلى حل لخلاف حول ارتداء لاعبات المنتخب للحجاب.

وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) قد استبعد المنتخب الإيراني من المنافسة لأن قوانينه تحظر ارتداء الحجاب في الملاعب واظهار مواقف دينية وسياسية داخل الملعب.

وقد وافق المنتخب النسوي الإيراني على ارتداء قبعات تغطي شعر الرأس فقط.

جميل ... تغطى شعر الرأس بقبعة فاكتملت الحشمة، والتي هي الهدف من كل هذا العناء في التستر. تمر بالبال هذه الخواطر:

عندما تتنطط الفتيات خلف الكرة، وتتنطط معهن أثدائهن، ويرفعن سيقانهن، ويفشحن أرجلهن، ويبرزن مؤخراتهن، وينبطحن عند السقوط على ظهورهن وبطنوهن، ويسحبن أو يمزقن ملابس بعضهن البعض كما يحدث في خضم حماس المنافسة وتنكشف عوراتهن، ويتخذن جميع الأوضاع الجسدية اللائقة والغير لائقة التي تتطلبها اللعبة أمام آلاف المشاهدين الرجال. فكل هذه الإستعراضات الجسدية الأنثوية المثيرة لاتزال محتشمة محللة ... أما إظهار خصلة شعر، فهو دعارة وحرام !!

على أي حال، ليس المفروض أن نتذمر من هذا التقدم الرياضي الجريئ للنساء في مجتمع إسلامي متزمت، بل يستحق كل الحماس والتشجيع مناً، ونتمنى أن تشمل الخطوة القادمة السباحة ... فطالما أن هناك طريقة لتغطية الشعر، نأمل أن يكون البكيني أو كي.

* * * * * * * * * *
هل يرتدي فريق البنات لكرة القدم الشورت؟ هل يرتدي فريق البنات لكرة القدم الحجاب؟ لماذا يرتدي فريق كرة القدم الإيراني القبعات؟ أين تقام مبارات فريق البنات لكرة القدم السعودي؟ كم عدد لاعبات فريق كرة القدم السعوديات؟ ماهي مبارات فريق البنات لكرة القدم السعوديات؟ هل يوجد فريق البنات لكرة القدم في البحرين؟ هل يوجد فريق البنات لكرة القدم في الكويت؟ هل يوجد فريق البنات لكرة القدم في مصر؟ ماذا يرتدي فريق البنات لكرة القدم في السعودية؟ ماذا يرتدي فريق البنات لكرة القدم في إيران؟ إين تقام مبارات فريق البنات لكرة القدم في السعودية؟ هل انتصر فريق البنات لكرة القدم في السعودية؟ هل انتصر فريق البنات لكرة القدم في إيران؟ متى تأسس فريق البنات لكرة القدم في السعودية؟ متى تأسس فريق البنات لكرة القدم في إيران؟ من أسس فريق البنات لكرة القدم في السعودية؟ من أسس فريق البنات لكرة القدم في البحرين؟

الأحد، 2 مايو 2010

لم يأكل أو يشرب 70 سنة

::

يجري الأطباء في الهند فحوصات مكثفة على رجل مقدس هندي يقول أنه لم يأكل أو يشرب منذ سبعين سنة. وقد أثار الكاهن براهلاد جاني البالغ من العمر 83 عاماً إهتمام قادة الجيش في الهند الذين رؤوا في هذه القدرة فائدة من الممكن تطبيقها على جنودهم لرفع قدراتهم على تحمل الجوع في حالة الحرب.

وقد أخضع هذا الرجل المعجزة إلى المراقبة المتواصلة من قبل طاقم يتكون من 30 طبيب في أحد مستشفيات إقليم أحمد آباد في الهند حيث خصصت له عدة كاميرات داخل غرفته وخارجها لرصد تحركاته على مدار الساعة، يعتزم الأطباء خلالها من إجراء عدة فحوصات عليه تشمل مسح جسمه بالسي تي سكان وفحص قلبه ومخه بالأقطاب الإلكترونية.

وقد أعرب الدكتور لافازاهاغان عن أمله في كشف أسرار القدرة على بقاء الإنسان حياً بدون طعام أو شراب مما سوف يساعد على صياغة ستراتيجيات ناجحة في التعامل مع المجاعات التي لاتزال تبتلي الإنسانية.

تعليقي:

يوجد في الخليج، الكويت تحديداً ولاأدري إن كان يُستعمل في البلاد العربية الأخرى، مصطلح شعبي دارج يُشبه الأحمق به بأنه "هندي"! ومضمونه أن الهنود أغبياء. أنا شخصياً لم أعترف بهذه القولبة قط .... إلى أن قرأت هذا المقال.

أحدى شروط تعريف الحياة هو الميتابوليزم (الأيض) وهذا يتطلب مصدر طاقة، والكائنات البشرية لاتستخلص الطاقة إلاّ من الطعام، ناهيك عن حاجة الجسم إلى السوائل والذي لايتمكن الإنسان من البقاء حياً بدونه أكثر من أيام قليلة. وعليه، فأي تفسير لهذه الظاهرة لابد أن ينحصر ضمن ثلاث إحتمالات: إمأ أن يكون هذا الكاهن مشعوذ أو مجنون أو أنه شبح، وأنا أختار الأولى لكثرتهم. 

لو زعم هذا الدجال بأنه لم يأكل أو يشرب لأسبوع أو أسبوعين لقبلناه ... شهر شهرين .. بلعناه ... أكثر شوية .. ضحكنا عليه ... إنما 70 سنة ... طردناه.

إنما تأخذ مؤسسات الدولة الرسمية هذا المزعم بهذه الجدية وتخصص له طاقم أطباء وتركب له كاميرات وتجري عليه فحوصات ويدخل الجيش في الموضوع للتأكيد فيما إذا كان أحد مشعوذين الشارع هو فعلاً سوبرمان يُثبت بلاشك صحة المصطلح الخليجي:

"صج هنود"

كان يكفي أنهم يلاحظون لحيته، أو ربما لم يعرفوا أن سوبرمان الحقيقي أمرد. 


المصدر :  سكاي نيوز

* * * * * * * * * *
هل براهلاد جاني مشعوذ؟ هل براهلاد جاني كذاب؟ هل صحيح أن براهلاد جاني لم يأكل أو يشرب سبعين سنة؟ كيف استطاع براهلاد جاني أن يصوم سبعين سنة؟ أين يعيش براهلاد جاني؟ هل براهلاد جاني هندي؟ مااسم الكاهن الهندي الذي لم يأكل أو يشرب سبعين سنة؟ هل يوجد إنسان لم يأكل أو يشرب سبعين سنة؟ هل قصة الرجل الذي لم يأكل أو يشرب سبعين سنة حقيقية؟ هل براهلاد جاني ساحر؟ هل الرجل الهندي الذي لم يأكل أو يشرب ساحر؟ ماهي أطول مدة يمكن أن يعيش الإنسان فيها بدون أن يأكل أو يشرب؟ ماهي أطول مدة يمكن للإنسان أن يمتنع عن الأكل فيها؟ ماهي أطول مدة يمكن للإنسان أن يمتنع عن الشرب فيها؟ ماهي أطول مدة للإنسان ان يصوم فيها؟ من هو الرجل الذي صام سبعين سنة؟ مااسم الكاهن الذين صام سبعين سنة؟ ماهي الفحوص التي أجريت على الرجل الذي صام سبعين سنة؟ هل ثبتت الفحوصات أن براهلاد جاني صام سبعين سنة؟ هل توجد دلائل على أن براهلاد جاني صام سبعين سنة؟