الجمعة، 29 يوليو 2011

إستراحة الويك إند - طبق من اليابان .. لسفرة رمضان؟

من مر منكم بتجربة الصوم (ولاشك لدي أن أغلبكم قد مر بتلك التجربة العسيرة) ورمضان الآن على عتبة الدار، يعرف أن عند وقت الإفطار كل طبق على المائدة معرض للإلتهام ...

همممم ... كل طبق؟ 
ربما ليس كل طبق، وبالخصوص هذا الطبق المعروض في الفيديو كليب لو كان على مائدة الإفطار.

هذه أكلة بحرية يقدمها مطعم في مدينة هاكوديت في اليابان تحتوي على بيض السالمون وبعض الأعشاب البحرية ومحتويات أخرى، ولكن مركبها الأساسي هو الحبار (أحد الفصائل الأخطبوطية المسماة بالـ "خثاق" في دول الخليج) يقدم في ذلك الطبق للأكل نيئ بدون طبخ، إنما تضاف إليه صلصة الصويا  Soy sauce  لإعطائه طعم ونكهة قبل يؤكل بالهنا والشفا.

مارأيكم؟ هل يأكله الصائم الجائع؟
::


والطبق كما ترون من عنوان الفيديو يسمى بـ "طبق الحبار الراقص"، وطبعاً عرفتوا الآن لماذا.

* * * * * * * * * *

الأربعاء، 27 يوليو 2011

ماذا يفعل مايمَس هناك؟

::

عندما تمعنت في هذه الصورة بعدما رأيتها لأول مرة، سرحت بفكري إلى أجواء الفضاء الخارجي، وحاولت أن أتخيل نفسي واقفاً على سطح هذا القمر المقفر الموحش البعيد ... فتسرب شيئ من القشعريرة في جسدي.

هذه صورة لـ مايمَس  Mimas، أحد أقمار كوكب زحل، وهو يحوم في الفضاء، خلف إحدى الأقراص الصخرية العائمة حول ذلك الكوكب. لدينا طبعاً قمرنا الخلاّب المنير يحوم قربنا، ولأننا تعودنا على رؤيته، أصبح جزءً من الطبيعة التي نبتهج بها ونتغنى بجمالها، ففقد بتلك الألفة والخلبة حقيقته المقفرة العدائية الباردة. إنما مايمَس فهو صخرة غريبة لم نراها من قبل. هو جسم كوني عاري من أثواب الرومانسية والتغني والإعجاب. هو صخرة تكشف قسوة الكون وعدائيته بكل أشكالها، في بعده ووحدته وبرودته وإشعاعاته القاتلة وفراغه من الهواء. وفي كل مرة أنظر إليه يمر بذهني هذا التساؤل: 


"في أبعاد الفضاء الفارغ الموحش البارد توجد صخرة كبيرة مكورة، نحتت أنداب سطحها زيارات أحجار شاردة إمتدت ملايين السنين. هي صخرة، ليس لها هدف محدد أو منفعة أو ضرر. هي مجرد صخرة ضخمة غير هامة، لاتفعل شيئ يبرر وجودها سوى الإمتثال لقوانين جامدة تسيّرها وتتحكم في مصيرها ...

فلماذا يتواجد مايمَس هناك؟ 
وغيره المليارات من الأجسام الكونية الأخرى المرمية على طول الكون وعرضه؟"

لالسبب ... لالسبب إطلاقاً. إذ ليس لتلك الأجسام أي غرض أو هدف، فقد تواجدت وفقاً لقوانين طبيعية عمياء خرساء صماء، لاتهتم بها أو بنا، أو حتى تدرك وجودها أو وجودنا، هي تسير وفقاً لما تفرضه طبيعة وخصائص المادة التي تكونها ... لاأكثر من ذلك ولاأقل.

هذا مايكشفه لنا العلم، وأقصد بالعلم هو العلم التجريبي الرياضي المنتج، وليس علم اللاهوت القديم المحرج الذي يعتقد بأن لتلك الأجسام الكونية المذهلة في الحجم والطبيعة والعدد سبب وهدف، والهدف هو لإضائة دروبنا وشوارعنا على الأرض!

مئات المليارات من النجوم العملاقة الملتهبة، في مئات المليارات من المجرات الشاسعة، تنتشر في كون قطره 93 مليار سنة ضوئية ... الهدف منها ماذا؟

إضائة شوارعنا!!!

هذا هو جواب اللاهوت، فهل من المستغرب أننا نرفضه، بل لاتستطيع عقولنا قبوله؟


      القمر مايمَس هو النقطة البيضاء الموجودة في الزاوية السفلية اليسرى تحت أقراص زحل في الصورة
(إضغط على الصور لتكبيرها) 

* * * * * * * * * *

الأحد، 24 يوليو 2011

الصور الطفولية تحت الرقابة الإسلامية

أدناه ثلاثة صور لطاقم غنائي إيراني (بالأصح نشيدي كون الغناء محرم) يتكون من أطفال دون العاشرة. ولأن إلتقاط تلك الصور كان لهدف النشر، وجب تقييمها، حسب قوانين النشر في الجمهورية الإيرانية، من قبل الرقابة الدينية للبت في شرعيتها الديني/أخلاقية قبل أن تتداولها القنوات الإعلامية وربما تدمر بنشرها العفة والفضيلة وتثير الفاحشة والرذيلة هناك.

وقد رفضت الرقابة الدينية السماح بنشر الصورة الأولى بحجة أن البنات يظهرن فيها سافرات، وأشترطت تحجبهن (حرصاً منهم لاشك على تفادي تهييج الغرائز الذكرية المكبوحة والإفرازات التستسرونية الجموحة هناك بنشر تلك الصورة السافرة ليبحلق فيها ذكور ذلك المجتمع العفيف الفاضل).
::


ورفضت مرة أخرى الطلب المقدم بنشر الصورة الثانية أدناه بعد تحجب البنات بحجة عدم جواز الإختلاط بين الطالبات والطلبة.




ووافقت الرقابة أخيراً على السماح بنشر الصورة الثالثة أدناه بعد فصل الجنسين ورمي البنات في الصفوف الأخيرة خلف الأولاد:




مكان (ومكانة) المرأة، حتى في طفولتها، في المجتمعات الإسلامية.



* * * * * * * * * *

الخميس، 21 يوليو 2011

إستراحة الويك إند - فلاش دانس

في الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الخميس 15 يناير 2009، شاهد المتواجدون في محطة قطار ليفربول ستريت في لندن هذه التصرفات تنتشر فجأةً بين الناس هناك بدون أي سابق إنذار (أرفع على الصوت) : 
::
::


وهنا أيضاً في ستوكهولم:
  


الأربعاء، 20 يوليو 2011

أين الإعجاز .. بالضبط؟

::
إحدى أشهر الآيات المستخدمة لإثبات وجود إعجاز علمي في القرآن هي هذه الآية:

ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ. (المؤمنون - 14).

بدون اللجوء إلى التلفيق التفسيري الزغلولي (من تهاريف زغلول النجار) بأسلوب المط واللوي للنصوص، إقرؤوا الآية كما وردت واضحة دون الحاجة لتفسيرها لأي إنسان يتكلم العربية، وقارنوا المعلومات الواردة فيها عن تطور الجنين مع ما يحدث داخل الرحم خلال عملية الحمل كما هو موضح في الفيديو كليب العلمي القصير أدناه. 

هل تجدون أي وجه تشابه بين النسختين: الوصف القرآني والتوضيح العلمي؟
::




الأحد، 17 يوليو 2011

من صور العائلة - 1

جميع الحيوانات البرية، بما فيها البشر، إنحدرت من كائنات كهذه:
:: 

(إضغط على الصور لتكبيرها)
::

الجد أكانثوستيغا غوناري  Acanthostega gunnari  الذي عاش قبل 365 مليون سنة. أستكشفت عظامه المتحجرة في غرينلاند وكان أحد أبكر المخلوقات التي بدأت بالمشي على الأرض بعد تطورها من السمك. بالإضافة إلى خصائص أخرى، كانت له أصابع في يديه يبلغ عددها ثمانية لكل يد، بينها غشاء كغشاء البط تمكنه من أداء قوي في السباحة بالرغم من أنه حيوان بري. وقد إنحدر جدنا هذا من سلف أبكر منه وهو:




جدنا تيكتاليك روزياي  Tiktaalik roseae  الذي عاش قبل 375 مليون سنة وأكتشفت عظامه في جزيرة إلسمير في كندا، كان من أبرز الحيوانات الإنتقالية التي إستكشفت، فقد كان يجمع خصائص مشتركة مابين السمك والحيوانات البرمائية. وكانت له من ضمن خصائص أخرى كثيرة، عظام إبتدائية لإصابع اليد مدفونة داخل زعانفه لم تتشكل خارجها إلاّ في فصائل لاحقة مثل أكانثوستيغا أعلاه بعد مرور ملايين السنين. وبالرغم من ذلك فقد كانت له مفاصل رسغ في زعانفه مكنته من لويها كلوي اليد. كما تطورت له رقبة أيضاً حيث تعتبر الرقبة أحد خصائص الحيوانات البرية (السمك لاتوجد لها رقاب). ولكن قد يكون أهم خصائصه هو إزدواجية مقدرته على تنفس الهواء مباشرة بالإضافة إلى إستخلاص الأوكسجين بواسطة خياشيمه. فهو يمثل نموذج رائع كحلقة وصل مابين السمك والحيوانات البرية. وقد تطور جدنا التكتاليك بدوره من كائنات سمكية كهذه:




جدتنا يوزثينوبتيرون فورداي  Eusthenopteron foordi  التي عاشت قبل 385 مليون سنة. وبالرغم من أنها كانت سمكة، إلاّ أنها كانت تمتلك خصائص أخرى كثيرة مدهشة وفريدة في الأسماك تشترك فيها مع الحيوانات البرية، كوجود عظام العضد والزند والكعبرة في الساعد، مدفونة كلها في زعانفها الأمامية، وعظام الفخذ وعظمي الساق، الضنبوب والشظية، مدفونة أيضاً في زعانفها الخلفية.


مقالات أخرى في المدونة عن دلائل التطور، (إضغط على العنوان لتقرأ الموضوع):



الـتـطور حـقـيقة
Evolution is true, live with it
* * * * * * * * * *

الخميس، 14 يوليو 2011

خواطر هرطقية - كيف تصل إلى السماء

::

الثقب الدودي

يبلغ نصف قطر الكون، من الكرة الأرضية كمركزه في الوسط إلى أقصى طرفه المرأي، حوالي 46.2 بليون (مليار) سنة ضوئية. بمعنى لو إنطلقت مركبة فضائية من الأرض لتصل إلى طرفه، سوف تستغرق رحلتها 46.2 بليون سنة إذا إنتقلت بسرعة الضوء.

(في واقع الحال، الإنتقال بهذه السرعة مستحيل عملياً، وحتى لو أمكن فلن تصل المركبة إلى طرف الكون أبداً لأن الكون في توسع مستمر، تفوق سرعة تباعد المجرات في أطرافه عن مركزه سرعة الضوء نفسه. ولكن الهدف من هذا المثال الجدلي هو إعطاء صورة للقارئ عن مدى حجم الكون).

والمساحات الشاسعة مابين كواكبه ونجومه ومجراته لاتحوي غير فراغ تقارب درجة البرودة فيه حرارة الصفر المطلق. وحيث أن التلسكوبات الحديثة، كتلسكوب هَبل Hubble ، سبرت أعماق هذه المسافات الهائلة لتلتقط صور لمجرات قريبة من أطراف الكون ولم تلاحظ أي سطح سمائي بيننا وبين تلك المجرات البعيدة، فلابد أن تكون السماء خارج الكون المرئي، أي أبعد من 46.2 بليون سنة ضوئية.
::


مجرات في طرف الكون إلتقطها تلسكوب هَبل، مشار إليها بالأسهم في المربع داخل الصورة الكبيرة

هذه الحقيقة تثير عدة تساؤلات تخص مايرد في التراث الديني عندما يذكر السماء ومايجري بينها وبين الأرض من أحداث. ولكني في هذا البوست سوف أكتفي بتساؤل واحد بسيط أطرحه وأجيب عليه لإبراز التباين مابين الرؤية العلمية لما يمكن أو لايمكن تحقيقه والتأكيد الديني لما تـم تحقيقه في هذا الشأن، والسؤال هو:

ماهي أفضل وأسرع وسيلة للإنتقال من الكرة الأرضية عبر تلك المسافات الهائلة إلى طرف الكون؟
توجد وسيلتان: الوسيلة البشرية، بقصورها البشري. والوسيلة السماوية بكمالها الرباني.  

الوسيلة البشرية تحتم تصنيع مركبة فضائية تتمكن من السفر بسرعة تتجاوز بكثير سرعة الضوء، وهذه حسب العلوم الفيزيائية والإمكانيات التكنلوجية الحالية مهمة مستحيلة. أو ربما بتطبيق وإستخدام إحدى خصائص نظرية آنشتاين النسبية والمسماة بـ "الثقب الدودي"  Wormhole  للتنقل بين أرجاء الكون بسرعات فورية. وهذه وسيلة محتملة نظرياً إنما مستبعدة عملياً. إذاً في كلتا الحالتين، الوصول إلى طرف الكون يظل هدف يستحيل تحقيقه من قبل البشر ضمن علومهم الفيزيائية وإمكانياتهم التقنية الحالية.

أما الوسيلة السماوية المتكاملة للوصول إلى أطراف الكون فهي، كما عهدنا من جميع وسائل التراث الديني، تتسم بالبساطة وتخلو من أي تعقيدات علمية أو هندسية أو تقنية، وتتمتع في ذات الأون بفعالية عالية وأداء فائق ونجاح مؤكد. ولعل بؤرة الإعجاز فيها تكمن في تصميمها البارع الذي يتوازى مع خيالات الأولين في العصور الوسطى، وهي:

إستخدام البغال المجنحة. 

* * * * * * * * * *

الثلاثاء، 12 يوليو 2011

ريشة على القمر

فعلاً، توجد على القمر في هذه اللحظة وأنتم تقرؤون هذه الكلمات، ريشة حقيقية من طائر حقيقي مرمية على ترابه الزجاجي العاكس، وهي ليست ملقية لوحدها بين أحجاره وصخوره البراقة، بل تصاحبها أيضاً مطرقة مرمية بجانبها. يؤنس الإثنان بعضهما إلى الساعات الأخيرة من عمر القمر بعد عدة مليار سنة إن لم يلتقطهما أحد ... أو شيئ. 

المطرقة والريشة تربطهما علاقة وطيدة، ربطها العالم الإيطالي غاليليو قبل أكثر من ثلاث قرون ... غريبة؟

أبداً، هذه قصتها:
::



في عام 1971، أسقط رائد الفضاء الأمريكي ديفيد سكوت في نهاية رحلة أبولو 15 ريشة ومطرقة على سطح القمر في تجربة لتأكيد نظرية غاليليو التي تنص على أن جميع الأجسام تسقط بنفس السرعة بصرف النظر عن كتلتها (وزنها)، وهذا يشمل الريشة والمطرقة، إذا لم توجد مقاومة، كالهواء (أو الغلاف الجوي بشكل عام)، تحد من سرعة أحدها، والقمر لايوجد فيه هواء ...

والريشة والمطرقة موجودة هناك إلى اليوم.

الأحد، 10 يوليو 2011

أحمق القرية

::


لمن لم يسمع بعبارة "أحمق القرية"  The village idiot  هي تسمية تطلق في المجتمعات الغربية، الإنجليزية بالخصوص، على الشخص الذي يُبرز موهبة متوقدة فذة على القدرة في تسبب إحمرار وجوه أقاربه وأصدقائه وتصبب العرق منهم لإحراجه لهم، والخر على الأرض ضحكاً عليه من باقي أفراد مجتمعه ... كلما تفوّه بكلمة.

هو الإنسان الذي يعتلي منصة التهريج في ميدان السخرية والإستهزاء في مجتمعه بدون وعي منه بأن الجموع الضاحكة تسخر عليه وليس معه. وعندنا في الكويت شخصية قد نجحت بامتياز رفيع في إعتلاء تلك المنصة بنشاطاتها ومطالبها البلهاء ...

هي الناشطة الإجتماعية سلوى المطيري التي ذكرتها في بوست سابق هـنـا:

في مقالة نشرتها جريدة السياسة اليوم، صرحت سلوى المطيري بأنها قد أضربت عن الطعام!!!

ليش ياعيني عليها؟
كردة فعل لما وصفته بـ "قهراً واضطهاداً وتهميشاً لمطالبها".
ومطالبها كثيرة، من ضمنها هذه:
::
1-  تطالب المسؤولين بتصريح الرق في الكويت، حيث يسمح بالتداول بالعبيد والجواري. طبعاً مع تنظيم المداولة والممارسة بواسطة رخص رسمية حكومية تخضع لمراقبة المسؤولين ومعاقبة الأسياد المخالفين [تعليقي: حقاً، لابد أن تنظم عملية الرق للحد من أي إنتهاكات لحقوق هؤلاء العبيد والجواري من قبل أسيادهم، كتكبيلهم مثلاً بسلاسل أثقل أو أقصر مما ينص عليه القانون، أو ربطهم من أعناقهم بدلاً من أيديهم أو أرجلهم، أو ضربهم بعصي أغلظ من المسموح به، أو أي تعدي آخر على حقوقهم أو إهانة لكرامتهم العبودية المحفوظة بلا شك. ولاشك أيضاً بأن الوزارة الأولى المرشحة لتنظيم عملية الرق والإشراف عليها ستكون وزارة الأشغال العامة لتقارب مهام الإثنان].

2- تطالب بإستقدام (أي إستيراد؟) أزواج حلوين لتحسين نسل الكويتيين. ومضمون ذلك الإقتراح أن نسل الكويتيين، بإستعارة التعبير الشعبي المصري، "بايز". [تعليقي: وربما يتم تسهيل هذه العملية التطهيرية بإبرام عقود ومعاهدات تجارية مابين الكويت والإتحاد الأوربي لتبادل الأزواج، تقتضي بتصدير الجلحان الملحان الجكر من الكويت إلى أوربا وإستيراد بدلاً عنهم الأزواج الشقر الحلوين منها. وستكون هذه طبعاً خطوة إضافية إلى ماسبق إقتراحه منها بترخيص الرق والذي سيجلب بدوره جاريات حلوات من الأجناس الأخرى منتقاة بحرص كبير وعناية فائقة بعد فحصهن ومعاينتهن من تجار النخاسة باللمس والتحسس اليدوي المسموح به في الشريعة الإسلامية. وهناك إقتراح آخر أشمل وأضمن وأكثر فعالية من مجرد "إستقدام الأزواج الحلوين" أرجو طرحه عليها وهو ترحيل الشعب الكويتي بأكمله إلى جزر الواق واق وإستبداله بشعب جديد حلو مستورد ومنحه الجنسية الكويتية].
::
3- تطلب ترخيص لها بإنتاج خمور إسلامية. [تعليقي: مما يعني أننا قد نرى ماركات مثل: "مكة ويسكي" أو "جبرائيل جِن" أو "الكوثر كونياك" منتشرة في الأسواق المحلية وربما الدولية أيضاً في حالة تفعيل الفكرة].

وهذه إحدى أفكارها لمكافحة الغبار وتحسين الطقس في الكويت (والحقوق الفكرية لهذه الخطة العبقرية محفوظة كلها بدون أي إستثناء لسلوى المطيري، وبدون أي خوف أو قلق على أي إنتهاك لهذه الحقوق من أي شخص عاقل، لهروب العقلاء من هكذا أفكار):
::

  

الخميس، 7 يوليو 2011

الإنسان صناعة رديئة

::


روى لي صديق ملاحظة طريفة/محزنة وقعت يوم أمس من جملة أحداث العمل لديهم في المكتب، أنقلها لكم هنا لأبني عليها خواطر هذا البوست.

يقول صديقي:

"دخل أبوحامد (أحد الموظفين) علينا في المكتب متأخراً صباح أمس وصفق خلفه الباب بغضب، ثم زفر بعبارة مبهمة تشبه الأنين أظنها كانت تحية "السلام عليكم" وتوجه وهو يعرج ليجلس بعدها خلف مكتبه ويحدق في أوراقه. فتوقفت عن العمل لبرهة أراقبه وهو يرفع نظارته عين عينيه ويحاول تثبيتها على طرف رأسه فتنزلق على عرق جبهته وتسقط على أنفه، ثم يرفعها مرة أخرى فتنزلق ثانية وتسقط على أنفه، ثم يرفعها وتسقط هكذا عدة مرات حتى خلعها بالأخير بنرفزة شديدة ورماها على الأرض.

من الواضح أنه كان يعاني من مشكلة ما ذاك الصباح، فقمت لأسأله عن أسباب إنزعاجه.

إتضح أن سبب غيضه ذاك الصباح هو سيارته، فقد تعطلت عليه في ثلثي طريقه إلى العمل مما أضطره إلى تركها وتكملة رحلته مشياً لثلاث أو أربع كيلومترات فيما تبقى من مسافة بالرغم من أنه يعاني من روماتزم مؤلم في ركبته. ومما زاد غيظه أيضاً أنه قد أخرج سيارته من ورشة التصليح لعطل آخر قبلها بأسبوع فقط، وهاهي اليوم تتعطل عليه لتشقيه مرة أخرى".

يكمل صديقي سرد الحدث بهذا التساؤل:

"سيارة أبوحامد جديدة نسبياً لم يتعدى إستعماله لها السنتان. كما أنها ألمانية الصنع يفترض بها الجودة والمتانة، ولكنها تعطلت عليه خلال تلك السنتان أربع مرات، دخلت في كل مرة فيها ورشة التصليح". ويتسائل صديقي بقوله: "لماذا لاتستطيع المصانع إتقان حرفتها وتحرص على ضبط منتجاتها مثل السيارات بحيث لاتتعرض للعطل إلاّ ماندر، ربما مرة أو مرتين خلال كل عشرة سنوات مثلاً؟"

هذا تساؤل عتابي ربما لاينصف المُنتج الذي يخضع لتأثير عوامل تجارية كثيرة  تفرضها الأسواق الحرة عليه، كالموازنة في تحقيق الجودة والمتانة ومواكبة التقدم التكنوليجي للسلعة من طرف، ومن طرف آخر تحقيق إيرادات كافية لتغطية تكاليف إنتاج تلك السلعة وتوزيع قسم منها كأرباح للمساهمين والتوسع في نفس الوقت. فالمعادلات الإقتصادية التي يفرضها السوق على الإنتاج هي التي تتحكم في المسيرة التكنلوجية للوصول إلى مستوى من الجودة يمكن معها إستمرار أداء الآلات مع ندرة العطل طوال العمر المخصص لها. ومما لاشك فيه أن المنتوجات التقنية اليوم هي أكثر جودة ومتانة من منتوجات قبل خمسين سنة، ونسبة عطل السيارات الحديثة اليوم هو أقل بكثير من نسبة عطلها في الماضي. فالجودة والمتانة إذاً تتقدم مع مرور الوقت بالرغم من تأثير العوامل السلبية عليها.

هذا بخصوص مشاكل عطل سيارة أبوحامد، ولكن ماذا عن مشاكل عطل صاحب السيارة نفسه ... السيد أبوحامد؟
أليس هو بجسده آلة مصنعة أيضاً تتتعطل وتتلف وتهترئ تماماً كما تتعطل وتتلف وتهتريئ سيارته؟
كم مرة تعطل أبوحامد لدرجة تقتضي تصليحه خلال نفس فترة السنتان منذ أن أشترى سيارته؟

لنجري مقارنة لجودة صناعة الإثنان:

خلال السنتين الماضيتين، أصيب أبوحامد، وهو لايزال في الخمسينات من عمره، بهذه الأنواع من العطل، هذا بالإضافة إلى مايعانيه من أمراض مزمنة كالسكر وإرتفاع ضغط الدم وروماتزم وحساسية موسمية والتي لن أدرجها في اللائحة بسبب وقوعها قبل مدتنا المعنية:

* فتق في بطنه إقتضى عملية جراحية لترميمه.
* إلتهاب في لثته.
* إلتهاب في عينه.
* أورام في ركبته.
* رشح شديد، مرتين.
* صداع نصفي، عدة مرات.

هذا مايتذكره صديقي من خلال ملاحظاته الشخصية لأبوحامد، ولاتشمل هذه اللائحة المشاكل الصحية التي لم تبدوا عليه ولم يذكرها لأحد. فأبوحامد إذاً تعطل ميكانيكياً وأخفق في أداء وظيفته أكثر من إخفاق أداء سيارته بمرتين على الأقل خلال نفس الفترة.

في الواقع أن الإنسان لم يتقدم في مقاومته الجسدية لمشاكله الصحية والمرضية خلال نفس الفترة كما تقدمت مقاومة المصنوعات البشرية ضد العطل. والإنخفاض في مستوى الأوبئة وإرتفاع معدل الأعمار تحقق كنتيجة مباشرة للتقدم العلمي الخارجي الذي حققه الإنسان نفسه بنفسه، وليس تحسن جسدي داخلي إكتسبه آلياً.

ولكن مهلاً ... إذا كانت السيارة مصنوعة من قبل بشر غير معصومين، يصيبون ويخطئون، تحد من تفكيرهم سعة عقولهم، وتلزمهم قوانين طبيعية وتفرض على أدائهم عوامل إقتصادية ومعادلات تسويقية، وتكبل آدائهم الكثير من القيود والموانع، فما حجة الخالق ذو القدرة المطلقة والعلم الكامل الذي لايخضعه شيئ أو يكبله شيئ أو يلزمه شيئ في تصنيع آلات تتعطل أكثر مما تتعطل آلات البشر؟

هذا باستثناء أيضاً الحوادث التي يتعرض لها الناس، والتي تحد من أدائهم أو حتى تنهي حياتهم بكل سرعة وسهولة، كارتطام رأس أحد بالأرض حين ينزلق مثلاً، فمن المحتمل جداً أن تسبب وقعة بسيطة مثل هذه قتل الإنسان، إنما كان التركيز على المشاكل التي يصعب أو يستحيل على البشر تفاديها كالأمراض.

لاشك بأن الإنسان كمُنتَج صادر من مصانع السماء هو أقل جودة ومتانة وأكثر عرضة للخراب وتكلفة للتصليح من آلاته هو الصادرة من مصانعه على الأرض. وهذه حقيقة تتعارض مع قدرة السماء وسعة علمها بالنظر إلى جودة ومتانة ودقة منتجاتها ....

إلاّ إذا لم تكن للسماء المطلقة العلم والقدرة يد في تصنيعه، بل تطور؟
وهذه هي الحقيقة، بدون مساهمة من السماء، لأن لو كانت للسماء يد في بنائه لكان أبوحامد أقل عرضة للعطل من سيارته.

* * * * * * * * * *
     

الثلاثاء، 5 يوليو 2011

التطور حقيقة .. قُبلت أو رُفضت - ماهذا البالون؟ الإجابة


الصورة أعلاه لجنين بشري في الشهر الأول من الحمل. الجزء الأيسر منها يمثل لقطة جانبية له والصورة اليمنى لقطة أخرى لنفس الجنين من جانب آخر يظهر فيها بوضوح مايشبه البالون الكبير والذي هو بقايا لإحدى مكونات أسلافنا قبل تطورنا إلى بشر.

سؤالي لكم هو: هذا البالون هو بقايا لأي من مكوّنات أسلافنا السابقة للبشرية؟

الجواب:

نظرية التطور تنص على أن جميع أعضاء فصيلة الثدييات ومنها البشر قد انحدروا من الزواحف والتي انحدرت بدورها من السمك.

وكيف تتوالد الزواحف والأسماك؟
تبيض طبعاً.

والبالون الذي ترونه في الصورة أعلاه (وموضح أكثر في الصورة أدناه تحت رسمة D) هو بقايا كيس المح (صفار البيض) عندما كان يستخدم في أسلافنا الزاحفة كغذاء للجنين، لاتزال الجينات القديمة التي تكون البيض موجودة في البشر تُظهره لفترة قصيرة خلال المراحل الأولية لنمو الجنين ليختفي بعدها في المشيمة ويستمر النمو في مراحله الطبيعية.


البوستات السابقة لسلسلة مواضيع "التطور حقيقة" (إضغط على الوصلات أدناه لقرائتها):

الطرح الرابع
الطرح الثالث
الطرح الثاني
الطرح الأول


التـطـور حـقيقـة
Evolution is true, live with it
* * * * * * * * * *

الجمعة، 1 يوليو 2011

عودة إلى آدم

::


هل سمع أحدكم بـ فرانسس كولينز Francis Collins ؟
الأرجح أن القلة القليلة منكم قد سمعت به، ولكن هذا تعريف موجز له على أي حال:

هو طبيب وعالم جينات أمريكي، ذاع صيته بعدما أكتشف الجينات التي تسبب بعض الأمراض الوراثية، وترأّس بعدها المشروع العلمي الإنساني الهائل لفك شفرة الجينوم البشري الذي تم تحقيقه سنة 2003. ويعتبر فرانسس كولينز اليوم أحد أكبر علماء هذا العصر وأشهرهم، وقد عينه براك أوباما عام 2009 رئيس لمعاهد الصحة الوطنية الأمريكية  NIH، والتي تعتبر أحد أكبر وأهم معاهد الأبحاث الطبية في العالم.

الدكتور فرانسس كولينز كما ترون غني عن التعريف كشخصية علمية عموماً وكعالم جينات خصوصاً وسمعته تمتد دولياً، فعندما يدلي هذا العالم بتصريح يرتبط باختصاصه، وهو علم الجينات، فهو يدرك بالضبط مايقوله، ومايقوله ينبثق من قمة الهرم المعرفي في ذلك المجال.

ولكن بالإضافة إلى كون فرانسس كولينز عالم تجريبي متألق، فهو أيضاً مسيحي متدين حتى النخاع، يؤمن بألوهية وصحة مايرد في الإنجيل، ويؤمن بالثالوث!!!

عجيب! نعم، في منتهى العجب والغرابة، لأن العلم والدين يرتطمان ببعضهما رأساً برأس، وإن دل تدين هذا العالم على شيئ فإنه يدل على قدرات عقل الإنسان في تكييف الأفكار والمفاهيم المتناقضة التي تحقنها فيه ثقافاته البيئية والأكاديمية معاً، وتقبلها مهما أختلفت طبيعتها وغزرت الفجوة بينها. إنما يبقى الإنسان في حالة ذهنية متذبذبة نتيجة لذلك تجعله يتخبط في حيطان الحيرة بين صلابة الدليل التجريبي الدامغ ولامعقولية ماتجرعه من تراث.

ولكن تدين فرانسس كولينز وإستعدادات عقله على خداع نفسه ليس محور هذا الطرح، إنما تصريحاته العلمية عن آدم وحواء هي المحور. إقرأوا هذه التصريحات مترجمة حرفياً ليزداد إستغرابكم. لعل العيون تتفتح والغمامة تنقشع عن عالم الأسطورة والخرافة الذي يكتنف ويبتلي مجتمعات البشر.

في مقالة نشرت على إحدى المواقع المسيحية تجدونها هـنـا، عبّر كولينز عن رأيه العلمي لأصل البشر من المستدل الجيني وتعارضه الصارخ مع قصة آدم وحواء كما جائت في التراث الإنجيلي/القرآني بقوله:

"لاأستطيع أن أتصور كيف يصل الإنسان [إلى التنوع الجيني الحالي بين الأفراد] من خلال مرورهم في ممر ضيّق يتمثل في فرد واحد [أي آدم، لأن حواء خلقت من ضلعه]. لأن [ذلك] يتطلب إنتقال التنوع، وإنتقال التنوع يحتاج إلى جماعة ..." (وسوف أكمل تصريحه هذا بتعليمه بالأحمر لأهميته البالغة):

"... لايمكن أن يحدث هذا [أي وجود التنوع الجيني الحالي الملاحظ في البشر] من خلال فرد واحد كسلف للبشرية".

وتفاصيل مايعنيه فرانسس كولينز من هذا التصريح، وهو منشور في نفس المقالة، هو أن هناك عدة فصائل بشرية عديدة (إنقرضت)، منها النياندرتال  Neanderthal والدنيسوفان  Denisovan ، وهاتان الفصيلتان تشتركان مع فصيلتنا نحن، هومو سابيين  Homo sapien،  في نسبة كبيرة من جيناتنا وتختلف في بعضها، وهذا التنوع المشاهد يتطلب أسلاف تبلغ أعدادها بالآلاف، ولايمكن أن تصدر من فرد واحد ...

أي ماتؤكده الدراسات الجينية ويقبله الغالبية العظمى من العلماء وحتى المتدينيين منهم كفرانسس كولينز هو أن المعتقد الذي ينسب البشر لفرد واحد، وهو آدم (حيث أن حواء إنحدرت من ضلعه، أي حملت نفس جيناته)، وينص على أن الأحداث التي وردت في النصوص الدينية عن كيفية خلق البشر هي أحداث تاريخية وقعت في السابق، فهذا المعتقد ليس له أي سند علمي، بل أن علم الجينات قد أكد خطئه.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: كيف يمكن لفرانسس كولينز وغيره من العلماء المتدينيين (وهم قلة جداً بالمناسبة) التوفيق مابين هذه الحقيقة العلمية وإيمانه بالإنجيل (سفر التكوين في العهد القديم) الذي ينص على نفس قصة آدم وحواء (والتي جائت بحذافيرها تقريباً في القرآن أيضاً)؟

الجواب بسيط:

بالبهلوانية اللغوية المسماة بالمجاز، بإستخدام قرص التؤيل الذي ينقل معنى النص من محطة تفسير إلى محطة تفسير أخرى على مزاج السيدة أم عمة خال مرة أبو إبن الجيران، المفسر الفضائي الجبهذ. أو أي شخص آخر طالما أرتدى عمامة أو غطى وجهه بلحية ورمى على رأسه غترة. فتصبح قصة آدم وحواء بجميع تفاصيلها الواقعية مجرد قصة مجازية وليست تاريخية حقيقية حدثت في بداية الخلق. وهذا في الواقع موقف الكنيسة الكاثوليكية التي تمثل نصف الكتلة المسيحية في العالم، وموقف كبار الأبولوجيستس والثيولوجيين من المذاهب المسيحية الأخرى:

تقهقرت قصة آدم وحواء الآن بعد أن واجهتها الكثرة في الأدلة لتختفي خلف ستار المجاز، ليصبح أبونا آدم وأمنا حواء مجرد فكرة ثيولوجية وليست حقيقة تاريخية.

فوالا، تلاشى التناقض وتبخرت المشكلة؟

همممم ..... لأ، لأنهم لايزالون يتمرغلون في حيص بيص.فاللجوء إلى أسلوب اللوي والتأويل باستخدام المجاز لإبقاء القصة وبالتالي إبقاء العقيدة، لا يدمر فقط قصة خلق آدم بجميع تفاصيلها بل يدمر جميع القصص الأخرى الموجودة في هذه الكتب أيضاً.

فإذا قبلنا أن هذه القصة مجازية، كيف نعرف إذاً أن قصة موسى وفلق البحر وقصة نوح والطوفان وقصة لوط وسدوم وقصة أهل الكهف وغيرها الكثير من الأحداث والشخصيات ليست هي بدورها مجازية أيضاً؟ إذ لاتوجد أي دلائل آركيولوجية أو سجلية تشهد على صحتها. وإذا كانت كلها مجازية فلم لاتكون الرسالة برمتها مجازية ... والإله معها أيضاً؟

قبول الأدلة العلمية (ولايوجد مهرب من قبولها كما أكد فرانسس كولينز وغيره الكثير من كبار العلماء) يترك خيارين فقط: إما أن القصة مجازية أو أنها خرافية ... هل ترون فرق؟

* * * * * * * * * *