السبت، 13 أغسطس 2011

النبوغ عدو الدين والعلم صديق الإلحاد

::
أجد أن أحد أغرب التساؤلات التي يثيرها المؤمن تكراراً تلك التي تأخذ صيغة إستنكارية ضد من لايؤمن بما يؤمن هو به، وتتضمن قناعة بأن المخالف له يعاني من قصور في التفكير العقلاني والمنطقي لعدم قبول معتقداته. هي التساؤلات التي على هذه الشاكلة:

هل من المعقول أن الله غير موجود، أين عقلك؟
هل من المنطق أن ليس للكون خالق؟

في إشارة واضحة إلى غياب المعقولية أو المنطقية في الموقف الفكري للمخالف، يحتج المؤمن من خلالها ويعاتب غريمه على عدم إستخدامه للعقل أو المنطق في رؤية مايراه هو واضح كوضوح الشمس.

ومايثير الإستغراب هو أن المؤمن لايدرك (أو ربما يدرك ويتجاهل) الحقيقة التي هي أوضح من وضوح الشمس أن أفكاره وقناعاته هو التي لابد أنها تعاني من قصور في التفكير، إذ أنها لم تتشكل في ذهنه بفضل إختياره هو لها، بل فرضت عليه وزرعت في عقله منذ ولادته بفضل سيادتها في محيطه، بدون إستشارة مسبقة معه أو ترخيص بها منه، لتكتسب طابعها كحقيقة مطلقة تتجذر وتتحجر وتشتد تعنتاً وصلابة في دماغه بمرور الوقت بواسطة منهج زراعي إقصائي إنعزالي مغلق يستند إلى سايكولوجية الترهيب والترغيب في إخضاع أتباعه وتوجيه أفكارهم.

إنما لو كان المنهج التربوي حر مفتوح يشجع على التفكير الإنتقادي والتقييم الموضوعي لمفاهيم المحيط المباشر والمفاهيم الكثيرة الأخرى المتواجدة حوله، لاختلف الموقف تماماً وما وجد الإيمان، الأحادي بالخصوص، ممسك في ذهن الإنسان. ولكن غالبية الطوائف المؤمنة لاترى ذلك طالما ظلت ترزح تحت هيمنة ثقافة تخدير الفكر ولوي المنطق التي تتفوق في أدائها الديانات، إلاّ إذا نجح أفرادها في الإرتقاء إلى مستوى من الإستقلالية في التفكير وأسندوها بقدر واف من المعارف العلمية الحديثة. وإذا كان ذلك الفرد منهم يتمتع بذكاء متوقد، أدى ذلك المزيج من الخصائص إلى خروجه المؤكد من حظيرة إيمانه، أياً كانت عقيدته أو مذهبه، وأطلقه في ساحة التقدم والرقي والإبداع.

العقول الحرة التي تتمتع بتلك الخصائص، هي عقول مبدعة ومنتجة، هي العقول التي تحرك عجلة الحضارة وتدفعها قدماً، هي العقول التي تقتحم الفضاء وتفلق الذرة وتهزم الأوبئة وتكشف أسرار الكون ... وهي العقول التي تميز مابين الحقيقة والخرافة حين تصادفها.

وهذه عينة صغيرة من تلك العقول الفذة الفريدة المدهشة تبدي آرائها في الأديان، هي مجموعة من العلماء والفلاسفة التي تعتلي قمة الهرم العلمي والأكاديمي في عصرنا الحاضر. فلنستمع إلى آرائهم:
::
::


وهذه ترجمة لمقتطفات من بعض أقوالهم:

* لورنس كراوس، بروفيسور في الفيزياء النظرية:
"عندما تنظر إلى الكون وتدرسه، فلن تجد فيه أي دليل أو الحاجة لأي شيئ آخر سوى القوانين الفيزيائية والقوانين العلمية لتفسير كل مانراه. فلايوجد أي أدلة إطلاقاً على اليد الميتافيزيقية للإله".

* روبرت كولمان ريتشاردسون، بروفيسور حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء:
"... في الإجابة على تساؤل [وجود] حياة بعد الموت، أقول أن هذا ليكون شيئ عظيم، ولكني لاتوجد لدي أي قناعة بأن هناك حياة بعد الموت".

* سايمون بلابكبرن، بروفيسور في الفلسفة:
"لايوجد لدي أي أيمان بالدين بتاتاً، أعتقد أنه جزء من الكوميديا البشرية ... ومن الأفضل للدين أن يصمت".

* نيكولاس بلومبرغن، بروفيسور حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء (في رده على أسألة مقدم البرنامج):
"هل أنت متدين؟ لا. هل أنت متأكد من ذلك؟ نعم متأكد من ذلك، لأني قد نشأت في خلفية دينية وقد تركتها".

* مارتينيس فيلتمان، بروفيسور حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء:
"نحن كعلماء، من الضروري أن نتبنى موقف يتفق مع المنهج العلمي ويبعدنا عن كل هذه اللامنطقية التي يبدو أنها تهيمن على النشاطات البشرية. أعتقد أن علينا أن نظل بعيداً عنها ... العلم لايمت بأي صلة مع الدين. في الحقيقة أنني أحمي نفسي [منه] ولاأريد أي علاقة مع الدين ...".

* آيفر غايفر، بروفيسور حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء (في رده على أسئلة مقدم البرنامج):
"هل أنت متدين؟ بالتأكيد لا ... والحقيقة أنني لست متدين ولاأحب الدين وأعتقد أن الدين يلام لتسببه في الكثير من المشاكل في العالم".

* هيربرت كرومر، بروفيسور حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء (في رده على أسئلة مقدم البرنامج):
"لايوجد لديك إيمان بالحياة بعد الموت؟ هذا صحيح. وفي تشكيلة الجسيمات الذرية ... ألا ترى فيها دليل على مصمم؟ لا، لاأرى. أعتقد أن هذا [وجود المصمم] هو تفكير [مبني على] أمنية. أمنية؟ نعم ... بعض الناس يرى فيه شيئ من التصميم ولكني لاأقبل هذا النوع من التفكير".

* ريبيكا غولدستاين، بروفيسورة في الفلسفة:
"أعتقد أن الحجة على وجود الله ليست غير مقنعة فحسب، بل ماهو أهم من ذلك برأيي أن هذه الحياة لاتبدو أنها قد خلقت من قبل إله طيب ورحيم وقوي. فبالنسبة لي، هناك الكثير من الأدلة التجريبية التي تناقض ذلك". 

* السير هارولد كروتو، بروفيسور حاصل على جائز نوبل في الكيمياء:
"أنا ملحد ... وأكثر العلماء ملحدين، وهناك علماء قلة يؤمنون بوجود الله ولكن نسبتهم أقل من عشرة بالمئة. إنما كبار العلماء، فنسبة الملحدين منهم تفوق التسعين بالمئة. فهم ينقلون الوجه العلمي [من عملهم] إلى حياتهم اليومية، وأنا أعتبر أن هذه مسألة تثقيفية بالنسبة لي.[ أما] الغيبيات فلاأعتبرها حاجة وأنا أرفضها، والذين يقبلونها يعانون من ضعف معنوي شديد، مما يعني أنهم على إستعداد لتصديق أي شيئ وأي قصة قديمة من آلاف السنين، وهي ليست بدليل. هؤلاء الناس يقلقوني لتواجدهم في مراكز ذات سلطة ومسؤولية، فعندما يصدق هؤلاء أحد تلك القصص القديمة فأني أتسائل ماهي الأشياء الأخرى التي سيصدقونها والتي ستؤدي إلى قرارات قد تؤثر على حياتي.

* ريتشارد أيرنست، بروفيسور حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء (في رده على أسئلة مقدم البرنامج):
"عندما نموت، هل هي النهاية؟ طبعاً. وهل هناك ذات خالقة [ربانية] لديها أي إهتمام بك [بالبشر]؟ لا.

* * * * * * * * * *
     

هناك 5 تعليقات:

غير معرف يقول...

سؤال يا بصيص ، لماذا لا يقوم هؤلاء العلماء بنشر آرائهم الإلحادية بشكل أكبر بحيث يعلم بها أكبر قدر ممكن من عامة الناس و يتحدوا فيما بينهم ؟ ألا تعتقد أن ذلك سيكون له تأثير كبير على عامة الناس ؟ أليس من المترض أن يحاربوا (كونهم كبار العلماء)الخرافات كخرافة التصميم الذكي و الإعجاز العلمي؟

Godless يقول...

من واقع تجربة شخصية ، المؤمن يرى العالم من خلال نظارات مطموسة بالخرافة والتلقين، مهما قدمت الأدلة له أو اظهرت له الحقيقة لن يخلع النظارة إل ابنفسه، لا احد يستطيع أن يجبره على خلع نظارات الجهل.

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي/عزيزتي غير معرف/ة ،،

الخوض في مواضيع لاهوتية/إلحادية لأجل التفنيد والتوعية يتطلب جهد ووقت ومثابرة. وأتصور أن أغلب هؤلاء العلماء يفضل تكريس ذلك الوقت وتلك الجهود على الأبحاث والدراسات محل الإختصاص.

إنما بالرغم من ذلك فهناك نسبة صغيرة فعالة منهم تعمل جاهدة على نشر الوعي العلمي ومحاربة الخرافة بشكل حماسي ونشيط، منهم (للعد لاللحصر):

لورنس كراوس (عالم فيزياء)
ريتشارد دوكنز (عالم أحياء)
بي زي مايرز (عالم أحياء)
فيكتور ستينغر (عالم فيزياء)
أي سي غرلينغ (فيلسوف)
جيري كوين (عالم أحياء)
شون كاريل (عالم فيزياء)
جيسون روزنهاوس (عالم رياضيات)
دانييل دينيت (فيلسوف)

وجميع هؤلاء (وهناك الكثير غيرهم) أصواتهم مسموعة وحججهم دامغة وعددهم في تزايد.
ولك تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي Godless ،،

المثابرة على تقديم الأدلة بشرح وتوضيح وافي هو المنهج الوحيد الفعال لمحاربة الجهل والخرافة، فكما تفضلت، لايمكن إجبار أحد على التخلي عن مفاهيم ومعتقدات تجرعها منذ صغره. إنما توفير هذه الدلائل على متسوى التدوين، وإن كانت مساهمته تبدو صغيرة، لايزال يمثل جزء من ثورة المعلومات الضخمة التي تجتاح العالم حالياً وتنشر الإكتشافات العلمية والمعارف التنويرية والتوعوية عبر جدران الإنعزال والإنغلاق والإقصاء التي يتحصن ورائها الدين.

والمسألة مسألة وقت فقط، سوف تتقلص خلالها الخرافة إلى حجم بالكاد يلاحظ.

ولك تحياتي

hassan salih يقول...

يا اخي
اذا كنت تقول انه لا يوجد اله واتيت بكل الادلة العلمية (مع العلم ان الادلة العلمية ليست ثابتة ففي الاول ظن العلماء ان الشمس تدور حول الارض وبعد ذلك ظنوا غير شي ولا نعلم ماذا سوف يظنوا في المستقبل)
لكن فكرة انه يوجد شي هو اعظم مني وقادر على كل شي ...لذلك سوف اكون مرتاح البال فلا افكر بما سوف اجنيه غدا لانني اعلم بان رزقي موجود ولا افكر بما سوف يواجهني في المستقبل ...والاهم من ذلك انه عندما اشعر بالياس وفقدان الامل سوف اتذكر انه يوجد اله ينضر الي ويرعاني واستطيع ان اتوكل عليه في كل اموري ....فالايمان هو شعور لا قانون او معادلة رياضية كما هو الحب ولو نفيت الاه كان يجب ان تنفي ايضا(حبك لوالديك وحبهم لك وباقي المشاعر التي تشعر بها لانها ولحد الان لايوجد دليل علمي على وجودها غير اراء مبعثرة هنا وهناك.....واسالك سؤال واحب ان تجيب عليه بصراحة؟؟؟اذا ضاقت بك الدنيا وفقدت الامل وتجمعت عليك المصائب واصبحت غير قادر على التفكير(العلمي!!!!!!)فأين سوف تتجه والى ماذا سوف يقودك قلبك(طبعا ليس قلبك المفسر علميا!!!)؟؟؟