الاثنين، 25 نوفمبر 2013

منتقم لا ينتقم

::


عندما قرأت هذا الخبر الذي أرسله لي أحد القراء كتعليق على البوست السابق، مرت ببالي خاطرة ذكرتها كثيراً في مواضيع سابقة، ولا أريد أن أتوقف عن الخوض فيها في كل فرصة لأهميتها. ولذلك سوف أعيد طرحها مرة أخرى في هذا البوست.

الخبر يتناول سياسة التمييز الديني الذي تنتهجه حكومة دولة أنغولا الأفريقية ضد الدين الإسلامي. ورغم أن موقفي مناهض للأديان بشكل عام، إنما أرى أن هذه سياسة تمييزية سافرة من حكومة يغلب عليها الفكر المسيحي، وربما هذا المنع نابع عن تأثير طائفي محظ.

لا أدري في الحقيقة ماهي الأسباب الحقيقة خلف منع أنغولا للطائفة المسلمة الصغيرة المتواجدة هناك من ممارسة دينهم بشكل مفتوح في الأماكن العامة، واتخاذ هذه الخطوة الدرامية الإستفزازية في هدم المساجد - برأيي أن جميع أماكن العبادة لجميع الأديان تستحق الهدم، وليست المساجد فقط، المساواة في اجتثاث الخرافة بجميع ألوانها فضيلة - إنما هذه السياسة لاتعنيني في هذا البوست، بل مايعنيني هو نوعية الفكر خلف ردود فعل المسلمين خارج أنغولا لهذا القرار، وهذا ماسوف أتناوله باقتضاب في هذا الطرح.

الخبر طبعاً يذكر أن الحكومة الأنغولية منعت رسمياً اعتناق الدين الإسلامي وممارسته على أراضيها، وشرعت في هدم المساجد، وردود فعل المسلمين أتت كما هو متوقع تماماً من أي طائفة تعامل بهذا الشكل. إنما الملفت للنظر هو نوعية ردة الفعل،  والتي بدورها تعكس نوعية الفكر الذي يحمله المؤمن، وكيف يكشف هذا الفكر الغياب التام لأبسط مستويات الوعي والإدراك عند المؤمن، المسلم بالخصوص.

فمثلاً، يذكر الخبر أن الشيخ عبدالفتاح حمداش يطالب باستنهاض الأمة الإسلامية للقيام بخطوات جريئة لحماية الإسلام والمسلمين !!!!!

ألا ترون أن هناك قصور شديد والتواء في هذا الخط من التفكير؟ بيوت جبار الجبابرة، المسيطر على الكون بأكمله بقوته اللامحدودة، تهدم أمام عينيه فلا يحرك ساكناً، ولكن تتعالى صيحات عباده لاستنهاض أمته الهشة الضعيفة المتأخرة الجاهلة للذود عن ممتلكاته وحماية رسالته !!!!! طيب وهو مابيتحركش ليه؟ خايف من الحكومة الإنغولية؟

هذه الندائات المتكررة في استنهاض المسلمين كلما وقعت إسائة لمقدساتهم، والنابعة عن غضب شخصي يشعر به المؤمن، تعكس غياب تام للوعي والفطنة التي يجب أن تنبه المسلم باحتمالية عالية إنما في الواقع بسيطة، وهي أن عدم التنفيذ، عدم الوقوع، عدم التطبيق، للوعود والتهديدات السماوية بالإنتقام، والتي يعج بها القرآن وتفيض بها الأحاديث النبوية، لابد أن ينظر إليه كمؤشر واضح على عدم وجود هذا المهدد المنتقم، واستلزام انتفاضة المؤمن لا بد أن تعتبر تعويض تلقائي عن غياب الرب حتمته الحاجة للتشبث بالفكرة الموروثه على أنها حق.

يمتلأ التاريخ بالإسائات إلى المقدسات، من هدم الكعبة إلى سرقة القرامطة للحجر الأسود إلى حرق المصاحف إلى الرسومات الكاريكاتورية وغيرها الكثير، بدون وقوع أي حدث واضح وفوري يمكن أن يعزى إلى انتقام رباني ضد هذه الأحداث. إنما العجيب أن المؤمن المسلم لا يعيرها أي انتباه.

* * * * * * * * * *

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013

موجة النقد الديني تتضخم

::
لا أدري إن كنتم تتفقون معي، ولكني لاحظت خلال الأشهر الأخيرة الماضية أن موجة الإنتقاد للفكر الديني والعقائد التي تدعمه قد كبرت وشملت شخصيات إعلامية وصحفية معروفة تكتب نقد ساخر ولاذع، ولو بشيئ من التحفظ والإشارة الغير مباشرة، بأسلوب مفتوح لاحظته بالخصوص على الفيسبوك.

لا أريد أن أذكر أسماء هذه الشخصيات، وأفضل أن أتركها تتبع أسلوبها الخاص في النقد بدون ربطها بأي جهة لادينية/إلحادية مكشوفة كهذه المدونة، ولكني أعرف أربعة من الإعلاميين الكويتيين الذين يكتبون بشكل منتظم في الضحف الكويتية،قد بدؤوا مؤخراً ينشرون بوستات في الفيسبوك على شكل شبه يومي بينهم ينتقدون من خلالها الأديان، والعقائد الإسلامية بالخصوص، بشكل مفتوح ولاذع تحت أسمائهم الحقيقية.

هذه ظاهرة ربما كانت موجودة من قبل ولم ألاحظها، ولكني انتبهت لها خلال الأشهر القليلة الماضية فقط. إنما إن كان هذا توجه جديد يجتاح المنطقة، فالقبضة التوعوية قد ازدادت قوتها بشكل تصاعدي حول رقبة هذه الخرافة القديمة المدمرة المسماة بالدين لتعجل في فطسها.

ولي طلب بسيط من الأساتذة الكتاب الذين يضعو لايك على كل تعليق في بوستاتهم بالفيسبوك، إن كانوا يمرون على هذه المدونة. أتمنى لو تمارسوا بعض الإنتقائية الإيجابية التي توضح موقفكم بشكل أبرز تجاه المواضيع المنتقدة وذلك بالإمتناع عن وضع لايك على التعليقات التي تؤيد المحور المنتقد حتى يعرف القارئ أن الكاتب لا يستحسن التعليقات التي تحاول التبرير.

* * * * * * * * * *

الجمعة، 15 نوفمبر 2013

خصية بافلنسكي من خطة الرب

::

لم أسمع بهذا الخبر إلا اليوم رغم أنه حدث يوم الأحد الماضي، ويتناول أسلوب إحتجاج الفنان الروسي بيوتر بافلنسكي ضد سياسة القمع التي ينتهجها نظام الرئيس فلاديمير بيوتن ضد المعارضة.

وأسلوب احتجاج بافلنسكي يختلف شيئاً ما عن الأساليب التقليدية المتبعة في الإحتجات السياسية. فبينما تخرج غالبية الناس إلى الشوارع باللوحات والهتافات، بافلنسكي عّرى نفسه وثبّت خصيتيه على الأرض بالمسامير، وظل جالساً بصمت مطبق في برودة موسكو لمدة ساعة ونصف.

فما رأيكم؟ أهذه حكمة أم زلة من السماء أنها قد زودت الذكور بجلدة متدلاة بين أفخاذهم ليتمكن بعضهم من تسميرها في الإحتجاجات لأهداف سياسية لا تناسلية؟ لا شك أنها حكمة، لأنها كانت تعلم مسبقاً بأن بافلنسكي سوف يسمر خصيتيه احتجاجاً، ورغم ذلك لم تغير خطة تصميم هذا الجهاز البدني الحساس لكي تمنع الرجال من استخدامه لغير هدفه، وبهذا الشكل الذي يزيغ القلب، فهل يعني هذا أيضاً أنها تؤيد احتجاج بافلنسكي؟ ماكان بافلنسكي ليسمر خصيتيه لولا أن السماء لم تدليها.

فسبحان السماء على حكمتها.

* * * * * * * * * *

الخميس، 14 نوفمبر 2013

لا تحفظ في كشف الترهات

::
وجدت إشارات من بعض أصدقائي في الفيسبوك ظهرت بعد كتابتي للبوست السابق لم تذكرني مباشرة، تصف طرف ما بالطائفية بدون ذكر الإسم، أرجوا ألا يكون هذا الطرف هو أنا بسبب تلك المقالة.

إنما إذا كان هذا المشار إليه هو أنا فلن أسحب ذلك البوست، لأني لست طائفي، ومئات البوستات السابقة في المدونة تشهد بذلك، فمن الندرة النادرة أن أتناول فئة إسلامية معينة كالشيعة أو أو الدروز أو القاديانية وآلاف الطوائف الأخرى غيرهم من شتى الديانات وأخصهم بالنقد، ولا ذلك البوست بنظري يحتوي على أي نعرة طائفية، بل هو إنتقاد مشروع لممارسة دينية كغيرها من آلاف الممارسات والطقوس الأخرى التي يمارسها المؤمنون في جميع الديانات، وهي عرضة للنقد. وكون عقيدة إحياء ذكرى مقتل الحسين والبكاء عليه محصورة على فئة دينية معينة دون غيرها، لا يعني بالضرورة أن انتقادها هو إثارة لنعرة طائفية، فأنا لا ديني ولا يوجد لي أي إنتماء إلى أي فئة دينية، ولا أفضل فئة على فئة أو أو حتى أميز بينهم حتى أوصف بالطائفية،  بل ما أكتبه هو إنتقاد مشروع لطقوس دينية يمارسها بعض المسلمون.

لن أحصر انتقاداتي على عقيدة الأغلبية فقط، وأترك مذاهب الأقليات تسمم أدمغة أتباعها وتلوث عقولهم بعقائدها وممارساتها اللامعقولة تحفظاً من وصفي بالطائفية. بل سأنتقد بحرية تامة وبلا اعتذار أو تحفظ كل ما أراه ضد العلم والعقل والمنطق، أياً كان مصدره.


* * * * * * * * * *

الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013

سعادة تثير البكاء

::
تحيي الطائفة الشيعية هذه الليالي ذكرى مقتل مايعتبرونه بإمامهم وإمام البشرية جمعاء الحسين بن علي على يد جيش عمر بن سعد بأمر من خليفة الله على أرضه وعبده الفاسق يزيد بن معاوية بن أبي سفيان (إذا تتذكرون من هو جده، أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس، ألد أعداء رسول خالق الخلق). وياسلام على رسالة السلام الربوبية التي أثارت سلسلة من الحروب والمجازر فور ظهورها، ذهب ضحيتها حفيد رسولها وسبي حريمه فيها من قبل إخوانه المسلمين واستمرت مشتعلة إلى اليوم.

وهذه الليلة بالذات تصادف الليلة التاسعة قبيل نهار اليوم العاشر من محرم الذي تعتبره هذه الطائفة ربما أقدس يوم في روزنامتها الدينية. ومايميز هذه الأيام، وهذه الليلة بالذات ونهارها غداً هو شدة الكآبة والحزن الصادق، والبكاء والنحيب الذي ستتعالى أصواته في هذه الأمسية وغداً، وجلد النفس وتقطيع البدن الذي سوف يعبر عنه الموالون لقضية الحسين التي خسرها كما نعرف ضد قوى يزيد المادية بينما السماء الغيبية تتفرج دون أن تحرك، كالعادة، إصبع واحد لدعمه، رغم أن المقتول حفيد أشرف أنبيائها وخصمه القاتل إنسان فاسق بتعريفها وحفيد لألد أعدائها.

ولدي سؤال يحيرني منذ فترة طويلة ولم أجد له إجابة من أحد، وهو هذا:

خلال سرد القصة، يُذكر بأن علي الأكبر رجع من المعركة يطلب ماء من أبيه الحسين، فرد عليه الحسين قائلاً "إرجع إلى قتال عدوك، فأني أرجو ألا تمسي حتى يسقيك جدك بكأسه الأوفى شربة لا تضمأ بعدها أبدا"

ومضمون هذا القول هو أنه عند "استشهاد" علي الأكبر، فسوف يذهب فوراً إلى جده في السماء ليشرب من كأسه الذي لن يضمأ بعده أبداً. أي أنه سوف يذهب إلى الجنة ويستمتع بجميع ملذاتها إلى يوم القيامة. ومثله أبيه الحسين وجميع من "استشهد" من أقاربه في تلك المعركة، أليس كذلك؟

وسؤالي هو هذا: لماذا كل هذا الحزن والكآبة، والبكاء والنواح وتقطيع الجسد على ناس يتمرغلون في الملذات الربوبية في الجنة منذ 1400 سنة؟

وأرجو ألاّ يتهمني أحد بأن كتاباتي قد بدأت تأخذ منحنى طائفي، لأني لا أميز بين شيعي أو سني أو مسيحي أو هندوسي أو أي موهوم آخر من معتنقي آلاف الأديان الموجودة. فجميع هؤلاء المؤمنين بنظري متساوين كأسنان المشط في خرافاتهم وخزعبلاتهم. 

* * * * * * * * * *

الاثنين، 11 نوفمبر 2013

الإلحاد في الدستور، بداية الغيث

::
كنت أتوقع أن يأتي هذا اليوم، ولكني لم أتوقع أن يأتي بهذه السرعة. أن يظهر الملحدون بأسمائهم الحقيقية على فضائيات الدول الإسلامية ليطالبوا بإدراج هوياتهم اللادينية ضمن القوانين التي تكفل حرية المعتقد في دساتير هذه الدول.

وأين برزت هذه الظاهرة؟
في أهم الدول الإسلامية، الدولة القائدة في الشرق الأوسط، مصر.




ليست من علامات الساعة الوهمية، ولكن بداية النهاية للديانات، لا مبالغة، والإكتساح الشامل مسألة وقت فقط. يعني ماذا نتوقع من فكر يؤمن بسوبرمان غيبي وملائكة وأجنحة وريش وعفاريت وبغال ونمل وبطيخ وهراء تام؟؟؟ أن يستمر في أدمغة البشر، اليوم مقابل التطور الفكري المدفوع بعجلة العلوم التجريبية المنهجية واكتشافاتها التي كشفت أكاذيب التراث الموروث ودمرت أساساته؟

أما نيافة الدكتور المتدين المستضاف ليواجه الشاب الملحد إسماعيل، فلايملك طبعاً إلاّ اللجوء إلى الكليشيهات المتكررة المملة والأكاذيب الفاضحة، ككذبة أن نظرية التطور قد سقطت ولم تعد تدرس في جامعات الغرب. إنما هذا موقف يضطر المؤمن الجاهل الذي لا يفهم بأدنى أساسات علوم الأحياء أن يتخذه، أن يفضح جهله واستعداده السريع للكذب والإنكار، حتى أمام الملايين.

وأود التنويه على أني لم أكمل مشاهدة البرنامج لعدم قدرتي على تحمل سماع الحماقات الراسخة في عقول المؤمنين، كإصرار مضيفة البرنامج على الإستغفار لربها الوهمي كلما سمعت هرطقات إسماعيل الملحد. 

* * * * * * * * * *

الخميس، 7 نوفمبر 2013

لماذا أصبحت ملحد - قصة صلاح يوسف

::
لم يرسل لي الكاتب قصته هذه، ولكني صادفتها في موقع الحوار المتمدن وأحببت أن أشارككم بها بإدراجها في سلسلة المقالات المنشورة في المدونة حول هذا الموضوع.

لا أعلم حتى الآن أن مجرد أفكار وتخيلات ومعتقدات قديمة يتم توريثها بالقوة، وإذا ما شك الإنسان فيها أو فكر في تناقضاتها يتم الحكم عليه بالردة والقتل إلا في حالة الإسلام فإن ذلك يحدث ببساطة. المافيا على الأقل أنظف قليلاً، فالإنسان الذي ينتمي لها إنما يفعل ذلك بمليء إرادته وكامل وعيه. يتشابه الإسلام مع المافيا في قتل الخارجين عنهم، ولكن تمتاز المافيا على الإسلام باحترام خصوصية الأعضاء وحرياتهم الشخصية. لقد ولدت مسلماً سنياً ووجدت كل ما حولي يمجد محمد ويعبد محمد وشاهدت مئات الكتب التي تروي سيرته " العطرة ". أصحو يومياً على صوت زعيق قرآنه في مكبرات المساجد وفي الإذاعات. المسلم يصحو من النوم لكي يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وكأن مليار شهادة قد قالها من قبل في حياته لا تكفي. التخلف والتعصب والكراهية والحياة الراكدة الآسنة والمرض والفقر تنهش المجتمعات الإسلامية حتى النخاع والعقيدة الإسلامية هي السبب المباشر. إنهم يعتقدون أن القرآن أساس علمي لكل ظواهر الكون لمجرد أنه تحدث عن الشمس وضحاها أو عن قيمة الماء التي تعرفها الخراف والماعز !!! يقولون لك (وجعلنا من الماء كل شيء حي) وهذا غير صحيح من الناحية العلمية ذلك أن الماء ليس من مكونات DNA في الخلية الحية

البقية هـنـا

وتوجد روابط لجميع البوستات في سلسلة مقالات لماذا أصبحت ملحد، تجدونها في أسفل الهامش على يمين الصفحة. 
حدثنا عزيزي القاريئ/عزيزتي القارئة عن أسباب إلحادك حتى ننشره في المدونة. يمكنك إرسال قصتك بواسطة الإيميل إلى basees@ymail.com أو كتابتها كتعليق على أي بوست في المدونة.

* * * * * * * * * *



الاثنين، 4 نوفمبر 2013

عندما يغيب الدليل، يتورط الوكيل

::
في الشرع الإسلامي، شهادة المرأة كما تعرفون تعادل نصف شهادة الرجل، والسؤال الذي طرح عبر العصور ولازال يطرح إلى اليوم هو: لماذا هذا التمييز؟

لماذا فرض الرب على القضاء بأن يعامل شهادة إمرأة واحدة بأنها ناقصة ولا تتساوى مع شهادة الرجل مالم تسندها شهادة امرأة ثانية؟

الإجابة الواضحة لأي إنسان لا يؤمن بربوبية الدعوة الإسلامية، هو أن هذه المعاملة ماهي إلاّ إحدى مخلفات النظرة الذكورية الدونية التي كانت تسود في الماضي ضد المرأة في أغلب المجتمعات البدائية، لاتزال اليوم تحكم العقلية الإسلامية المؤمنة. ولكن من المنظور الإسلامي، فهذه المعاملة التمييزية ربوبية الأساس، فلابد إذاً أن يكون لها سبب علمي، وإلاّ لما فرضها الرب على البشر، ولذلك يحاول المؤمن المسلم جاهداً في البحث عن أسبابها بالتنبير والتنقيب المتواصل الحثيث في المنشورات العلمية.

فماذا لو كانت الرسالة الإسلامية فعلاً صادرة من رب حقيقي أنزلها على شخص إسمه محمد؟ ماذا نتوقع أن نجد كنتيجة لهذا البحث المتواصل الحثيث عن تبريرات لهذه الأحكام الشرعية، ليس من طرف الباحثون المسلمون فحسب، بل من جميع الأطراف الأخرى خارج الإطار الإسلامي أيضاً؟

لو كان هذا التمييز صادر فعلاً من رب حقيقي، ألا نتوقع أن نجد أكوام من البحوث العلمية الموثقة أكاديمياً، تراكمت عبر العقود من مختلف الهيئات والمختبرات والجامعات في شتى بقاع العالم، كما يحدث مع أي بحث علمي آخر ينشر اليوم، يسند هذه المعاملة التمييزية مابين الرجل والمرأة في الشهادة؟

فماذا نجد إذاً من بحوث ودراسات علمية تبرر هذا التمييز في قدرة المرأة على الشهادة مقابل قدرة الرجل، كما يفرق بينهما الشرع الإسلامي؟ ألا يعتبر المسلم أن شرعه ربوبي، فأين الدلائل إذاً؟

ما نجده هو في الحقيقة مانتوقعه بالضبط من أي نتاج فكري بشري تعدى تاريخ صلاحيته: لا دلائل لتبريره، صفر. فلا يوجد بحث علمي واحد مدعم بفرد أو بهيئة علمية معتبرة يبرر هذا التمييز الفاضح المشين مابين القدرة العقلية للرجل مقابل القدرة العقلية للمرأة، على الأقل في الشهادة القضائية. ولكن مايوجد وما يستخدم في التبريرات الإسلامية هو هذا الكذب والتلفيق السافر الذي يطرح في الفضائيات بهذا المستوى الحضيضي المتهافت. العريفي، أحد وكلاء السماء والناطق باسمها، لا يتذكر حتى إسم الغدة الملفقة التي يقدمها للعالم كدليل:

  

* * * * * * * * * *

الجمعة، 1 نوفمبر 2013

خسارة جسيمة لجند السماء

::

حكيم الله محسود القائد الإسلامي المنسوف، ويقف خلفه بعض جنوده المدججين ... بالكلاشنكوف؟؟؟
مقابل بأس القوة الأمريكية، النتيجة؟ معروفة مسبقاً، ومسألتها كانت مسألة وقت فقط.
عقول مسلوبة تظن أنها ستنتصر برشاشات محملة على وانيتات (في الصورة أدناه)، 
بدعم من كيان خارق ..... ليس له وجود.

نشر موقع البي بي سي للتو خبر مقتل قائد مجموعة الطالبان الباكستاني حكيم الله محسود، وذلك في غارة قصف بواسطة إحدى طائرات الدرون الأمريكية. وحكيم الله محسود هو القائد الطالباني الأول في باكستان، وقد تسبب في زهق آلاف الأرواح، وتوجد خمسة ملايين دولار مكافأة من الأف بي آي للقبض عليه حياً أو ميتاً.

وما يعنيني في هذا الخبر ليس مقتل أحد القادة الطالبانيين بحد ذاته، إنما هذا الإستعراض الأخير في كشف الواقع الذي يناقض بشكل صارخ مزعم السند الربوبي للرسالة الإسلامية وللمجاهدين الذين يحاولون نشرها، والذي يمتلأ به التراث الديني بنصوصه وأحاديثه. فهناك قناعة عند المسلم بأن ربه يدعم المجاهدين الذين يقاتلون في سبيل نشر وترسيخ رسالته، والواقع عبر التاريخ يناقض ذلك تماماً.

قتل هذا القائد الإسلامي، والقائد الذي سبقه، بنفس الأسلوب، الغارة الدرونية، وماحدث لابن لادن وأفراد عصابته الذين تم تقنصهم واحد واحد، والهزائم المتلاحقة للمجاهدين في مالي، والشباب في صوماليا، وغيرهم من المجاهدين والمقاتلين المسلمين في الوقت الحاضر وعبر التاريخ، يكشف حقيقة واضحة للجميع ولكنها مغيبة للمؤمن المسلم، وهي أن مايحدد نصر أو هزيمة طرف مقابل طرف آخر عسكرياً هو موازين القوى المادية ومستوى الإستعدادت والكفائات والخبرة والتقدم التقني الذي يتمتع به طرف فوق الطرف المقابل، وليس أي ارتباط بعوامل غيبية ربوبية. هذه أوضح حقيقة أثبتها التاريخ، وجرت حتى في عهد محمد، إنما من الغرابة الشديدة أن المؤمن لايراها.

ولكن طالما هناك نصوص يقدسها الناس ويظنوا أنها صادرة من إله، فمهما بلغت كثرة الدلائل وقوتها التي تناقضها وتكذب مزاعمها، فسوف يستمر هؤلاء المؤمنون في اتباعها وتعريض حياتهم للموت في سبيل تحقيقها .... 

للأسف.


فهذه القوة:



مقابل هذه القوة:



نتيجتها محسومة ومختومة، ولن يجديها دعم السماء أو أي إبتهال لها أو دعاء.

* * * * * * * * * *