الثلاثاء، 2 سبتمبر 2014

ألف مبروك للعريس والعريس

::
عندما عرضت هذا الفيديو كليب على صديق متدين للمشاهدة، صادف أننا كنا نتناول بعض الحلويات مع الشاي. ولكن بالرغم من أن الفيديو الذي لا يتعدى طوله الدقيقة والنصف ولا يحتوي على أي مشاهد دموية أو خادشة ولا يظهر فيه سوى حفلة زفاف وقبلة واحدة، إلا أنه كان كافي لأن يسبب لصديقي المتدين الشعور بالغثيان لدرجة عدم استطاعته تكملة أكل البسبوسة التي كانت بيده. والسبب؟ أن الفيديو يعرض حفلة زفاف بين شابين مثليين، فقط.

بصرف النظر عن الجانب القانوني لهذه المراسيم والعلاقة، السؤال هو لماذا كل هذه المعارضة والإستهجان الذي يصل إلى حدود الغثيان ضد بناء علاقة بين شخصين لا يختلفا في شعورهما تجاه بعضهما عن أي زوج وزوجة في حبهما الصادق وإخلاصهما لبعضهما سوى أنهما مثليين؟ 

والإجابة هي أن المعارضة تبدو على ظاهرها اجتماعية يزعم أن لها تداعيات جسيمة على المجتمع، وقد سمعتها من قبل وكلها كلام فارغ يفتقر إلى الدليل. إنما لو تُنبّر قليلاً في محتواها ستجد أن أساسها الحقيقي هو ديني من المحرمات. ولكن بما أنه ديني، فهو نتاج معتقدات مجتمع بدائي بائد لا يصلح للمجتمعات المتطورة اليو،م وليس له مكان سوى رفوف المكتبات المغبرة إن لم يكن في سلة القمامة.

لا أعتقد أن الدول العربية سوف تعترف في المستقبل القريب بزواج المثليين وتضعه في نفس الدرجة القانونية للزواج التقليدي، ولكنه قادم بلا شك يمتطي التيار التنويري الذي يعم المجتمعات البشرية بشكل عام.

وتهنئاتي القلبية للعريس والعريس بزفافهما على بعضهما، وتمنياتي لهما بمستقبل سعيد تسوده المحبة والبهجة والإخلاص.



لاحظوا عنوان الفيديو على اليوتيوب: كارثة تهتز لها سبع سموات، ومثلها عبارة: يهتز له العرش التي يتداولها المؤمنون كلما صادفوا قول أو فعل يستنكرونه. ولي سؤال بسيط لهم عن هذه الإهتزازات التي دوماً تصيب بلاط ملكهم من فوقهم، وهو:

ألم يستطع الرب أن يحكم تثبيت عرشه بمسامير أوبراغي وسمواته بأعمدة ربوبية أقوى حتى لا تهتز من كل قول أو فعل طفيف يصدر من البشر؟

لا يبدو ذلك.

* * * * * * * * * *

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

اذا كنت تؤمن بحقوق الانسان فهذا الزواج يعد من ابسط حقوق الانسان وهو في عقول البشر المتحضرين يعد حريه شخصيه من نكون نحن انتخب بختيار الآخرين

م - د مدى الحياة يقول...

وعلى الأقل ان هذا النوع من الزواج يتم في العلن وبعكس مايفعله عددآ لايستهان به من المسلمون من امر مشابه وحتى مع الأطفال ! وفي الخفاء ويتظاهر بالعكس تمامآ امام الناس من تدين والورع وما الى ذلك ومع ذلك هم لم يخشوا ابدآ بأن العرش قد يهتز ويزعج الرب في كل لحظة ! ، وإذا كان حجة المسلمين بأن هذا النوع من الزواج هو اكبر دليل على فساد المجتمع الغربي ! ، فأن الفساد عند المسلمون بكافة انواعهم واطيافهم هو اشد واكثر تنوعآ من هذا بكثير ! ومع ذلك هم في حالة نكران مستمر وبأنهم من افضل الأمم قاطبة بفضل نعمة الأسلام ! ، وكل من يتغزز من هذا النوع من الزواج فيستطيع ان يتظاهر بأنه لم يرى شيئآ او يعتبره تمثيل في تمثيل كما هم يمثلوا على العالم اجمعين بأنهم من خير امة قد اخرجت للناس وانهم الوحيدون من نوعهم الذين يحتكروا الأخلاق الحميدة ! .