الجمعة، 26 سبتمبر 2014

الإستنجاد بالغير موجود لا يجدي

::
هذا فيديوكليب لمشهد مؤلم ألتقط مؤخراً وانتشر في قنوات التواصل، وهو لطالب هندي سقط في حضيرة النمر الأبيض في حديقة الحيوان في دلهي بعدما تسلق السور ليلتقط صورة أفضل.

بجانب الهدف التوعوي الذي يحذر من مغبة السلوك الأرعن الخطر كتسلق السور الفاصل بين الأمان والموت، هناك أيضاً ملاحظة، رغم أنها ليست جديدة، إنما جديرة بالتفكير والإشارة، وهي مشهد الطالب المسكين وهو يصلي ويدعو بإلحاح إستنجاداً بإلهه في التدخل لإنقاذه. وبالنظر إلى أسلوب تحريك يديه، فمن الواضح أن الطالب يستغيث بإلهه الهندوسي.

وطبعاً كل من يشاهد هذا التضرع والإستغاثة، ماعدا الهندوس، سوف يعرف أن تضرعه هذا في وجه الموت لا طائل له لأن آلهة الهندوس مختلقة لا وجود لها، وقد أكد هذه الحقيقة أن النمر قد قتل الطالب. ولكن ماذا لو كان الطالب مسلم واستغاث بإله القرآن، وعضد دعائه وتضرعه بسورة الكرسي مثلاً أو أحد الأدعية المزكاة سماوياً والتي يستخدمها المسلم يومياً لحفظه من الشرور، هل سيكون أمله في الإنقاذ أكبر من أمل نظيره الهندوسي؟

بصرف النظر عن نوعية عقيدة الإنسان المبتلى، فالخدعة الكبرى للأديان تكمن في قدرتها ومهارتها على المراوغة والتملص من كشف زيفها ولا جدواها في حالات الحوج والإستغاثة، فلو دخل الحرس داخل الحضيرة وانقذوا هذا الطالب من النمر، فسوف يعزي المؤمن انقاذه إلى تدخل آلهته بتعجيلها في إدخال الحرس إلى القفص. ولو قتله النمر، كما حدث في هذه الحالة، فسوف يعزى ذلك إلى أن الله/براهمان/يسوع/زيوس/ثور/جوجو/مومو/كوكو قد حدد يومه وختم مصيره ولا تبديل لقضاء جوجو/كوكو المحتوم. أو أن جوجو قد انتقم منه لسوء أعماله، أو لكي يكفي البشر شره في المستقبل، أو حتى ليبتليه في الدنيا ويكافئه في الآخرة، والأعذار والتبريرات كثيرة ومتنوعة لا تنتهي، اختلقت كلها وصقلت وشحذت وزخرفت عبر القرون لتحصين الوهم الموروث وتزيينه لكي يظل ثابتاً في رؤوس أتباعه. فهمها كانت النتيجة، سيكون هناك عذر لتغطيتها.

إنما هذا ضعف وليس قوة، لأن هذه الأعذار ليست حصرية على دين واحد تميزه عن غيره بل تستخدمها جميع الأديان على حد سواء، مما يجعلها كلها على نفس المستوى من القوة والإقناع. ويظل في نظر غير الهندوسي، أن استغاثة الطالب لم تجديه لأن آلهته زائفة، ونفس النظرة ستنطبق على المسلم وغيره من المؤمنين، ولكنهم سيتعاموا كلهم عنها.




* * * * * * * * * *

هناك تعليق واحد:

م - د مدى الحياة يقول...

ان كل الأديان قاطبة تبغى من وجهة نظر معتنقيها هي اديان صحيحة مهما كانت صفاتها وصفات آلهتها وشكلها ونوعها وإلا لما بغي احد حتى يومنا هذا يعبدها ويقدسها ويقدم لها القرابين ! ، ومع ان ذلك الطالب المسكين الذي جنى على نفسه عندما سقط بحضيرة ذلك النمر الأبيض اليافع العديم الخبرة في الأفتراس ! بسبب انه نشأ في الأسر منذ الصغر على اكل لحوم الحيوانات المذبوحة والجاهزة ولم يسبق ان رآى من قبل او اكل أي فريسة حية بدليل تردده وبقاءه مدة بجانب ضحيته ! وكانت تلك مدة كافية ليفعل زملاءه أي شيء لأنقاذه عندما تصرفوا بغباء وكان بأمكانهم ان يرموا بأحذيتهم او الأخشاب والأحجار على النمر لأخافته ! او حتى انقاذ نفسه ! بدلآ من التلويح بيديه لطلب النجدة والمساعدة من إلاهه الهندوسي الذي هو الآخر كان قد خذل صاحبه الهندوسي ولم يفعل اي شيء لأنقاذه من الموت بحيث بدل من ذلك كان قد اعطى الفرصة للنمر ليكتشف بأن الأنسان هو من الفرائس المحتملة ! ، وهذا الشيء مايفعله إلاه المسلمين ذلك مع عبيده المغفلين عندما خذلهم على مر التاريخ ومنها في فلسطين وسوريا ! والذي مازال يخذلهم في أي بقعة من العالم حتى اشعار آخر ! ، وكان هذا ال إلاه التابع للهندوس يحتاج اولآ الى اثبات وجوده قبل الشروع بطلب رضاه ومساعدته ضد حيوان لم يشحذ غرائزه الوحشية بعد وبعدها لكل حادث حديث ! ، إذآ إلا الهندوس وإلاه المسلمين وإلاه المسيحين وحتى إلاه اليهود وغيرهم من عشرات آلاف الآلهة حول العالم كله هي قد ثبت زيفها ووهمها وبشريتها وبالعقل والبراهين وبالأدلة القاطعة ولو كره عبيدها ذلك او غضبوا اشد مايمكن من الغضب لأن بكل بساطة هي فاقدة وجودها وقدرتها بما في ذلك رب المسلمين ! ، إذآ تلك ال آلهة هي فاقدة وجودها من الأساس ، ففاقد الوجود لايعطيه ابدآ ! .